أطلب من نصارى المشرق ـ وهم يعيشون بين ظهرانى كثرة مسلمة ـ أن يحترموا معانى الإخاء والوفاء والمحبة والعدالة التى يجب أن تفيض ولا تغيض ولهم على المسلمين مثل ذلك!
إن الأمة الإسلامية تواجه أياما عجافا ، وهزائم سياسية وثقافية كبيرة، ولا عجب فى ذلك فتاريخ الأمم كلها بين مد وجزر ، وقد يسىء المسلمون إلى ربهم وأنفسهم ويتعرضون بذلك لعقابه، ولم يستثن الله أحدا من سننه الصارمة.
بيد أننا إذا كبونا نهضنا. وإذا نسينا ذكرنا ، وسرعان ما نعود إلى الصراط المستقيم الذى انحرفنا عنه. وسرعان ما يعود إلينا بر الله بنا ونصره لنا، فنحن الأمة التى توحده وتمجده وتقدره حق قدره. ومن غبش الفجر، إلى حمرة الشفق، إلى أوائل الليل، تنبعث صيحات المؤذنين من مئات الألوف من المساجد " الله أكبر الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. الخ "
ونريد أن نصارح الطوائف التى عاشت دهرا بيننا فنمت وربت على حين فنيت طوائف فى مثل ظروفها. نريد أن نصارحها بأنه لا يجوز استغلال متاعبنا للنيل منا ومحاولة الإشراف علينا! لأن الاستعمار الأجنبى غلبنا ورجح كفتها علينا.!!.
إن لبنان يحترق من عشر سنين أو يزيد لأن قلة دينية تأبي إلا أن تسود وتقود وتفرض صبغتها وشعائرها وتميت شرائع الإسلام وصبغته.
وقد ألِفت طوائف دينية أخرى أن تزعم أن عددها أضعاف الحقيقة الثابتة فالذين عددهم ثلاثة ملايين أو أقل يصيحون بأنهم ثلاثة عشر مليونا ليكتسبوا حقوقا مادية وأدبية ليست لهم على حساب الكثرة المسحوقة!!
وهناك مقالات وقحة تطالب المسلمين أن ينسوا دينهم تارة فى ميدان العقيدة، وتارة فى ميدان التشريع ، وتارة فى ميدان الانتماء والولاء، حتى لأصبحت القومية الإفريقية أولى بالتقديم من الأخوة الإسلامية!!
فللقومية الإفريقية تاريخ أنضر وأزهر فى مجال الحضارة والارتقاء!!.
إن الإسلام سوف يتجاوز الكبوة التى عرضت له، فليقصر الذين ينالون منه ويظاهرون عليه وإلا فسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.