قال الرجل وهو حيران مضطرب: إنكم تحسبون بنوة عيسى لله نتيجة علاقة مادية أو وقاع جنسى، هذا مستحيل عندنا، فإن الإله الابن تولد عن الإله الآب كما يتولد الفكر عن العقل!
قلت له: إن للعقل وظائف يقوم بها من تذكر وتفكر وتنبه وتخيل ، الخ . والعقل يقوم بهذه الوظائف دون أن يصفها أحد بأنها ولادة، أو مخاض وإذا قيل إن الفكر يتولد عن العقل فالتعبير مجازى لا حقيقى كما تتوهم ، والفكر الصادر عن العقل ، أو الرنين الصادر عن الجرس ، أو الشعاع الصادر عن المصباح أعراض عابرة وليست ذوات قائمة كما تتوهم. فكيف يكون الرنين جسما يتكلم ويتألم ؟ ثم كيف يكون ابنا متميزا وإلها معبودا ؟ هذا تخريف!.
قال: أليس يصح فى التعبير العربي: لقد تحدثت مع عبقرية عظيمة ؟ قلت: المعنى صاحب عبقرية؛ إنسان له ذكاء فائق، أما الزعم بأن الذكاء يمشى على الأرض ويقوم ويقعد فهذه حماقة.. !
ذلك والزعم بأن مع الله إلها ثانيا وثالثا شىء لم يعرفه نوح ولا إبراهيم ولا موسى، ولم يدر بخاطر صالح فى ثمود ولا شعيب فى مدين، إن هذا الزعم اختراع من عندكم أنتم وحدكم قلدتم فيه التثليث المصرى والتثليث الهندى وسائر الوثنيات القديمة...
قال: لا ، هناك فارق بين تثليثنا وتثاليثهم! إنهم يرون الابن مخلوقا بعد الآب أما نحن فنؤكد أن الابن قديم قدم الأب نفسه ، ومساو له فى جوهره.
قلت: هم جعلوا شركاءهم دون رب العالين ، وأنتم جعلتم شركاءكم مساوين لرب العالمين فأى الفريقين شر من صاحبه ؟
قال : إنكم تفترون علينا فنحن موحدون !. قلت: يا صديقى دلنى على معنى التوحيد فى إيمان يقول: إن الابن إله قديم يساوى الإله الآب فى عنصره، ثم يجىء هذا الإله الثالث وهو مساير للإلهين الآخرين فى قدمه وبقائه، إله مع إله مع إله كيف تكون ذوات ثلاثة ذاتا واحدة ؟.
قال: ألم أقل لك إن الإله الثانى هو صفة العلم، وأن الثالث هو صفة الحياة؟. قلت: عندما انفصلت صفة العلم عن الله ، وتحولت جسدا فى بطن مريم هل بقى الله عالما؟
قال: هى مفصولة وموصولة فى وقت واحد! قلت: وتسمون مريم أم الإله؟ قال نعم ! قلتُ : هذا كلام خبئ معناه ليست لنا عقول..!
كتاب : الحق المر للغزالي
الحلقة [ 17 ] : كلام له خبىء!
قال الرجل وهو حيران مضطرب: إنكم تحسبون بنوة عيسى لله نتيجة علاقة مادية أو وقاع جنسى، هذا مستحيل عندنا، فإن الإله الابن تولد عن الإله الآب كما يتولد الفكر عن العقل!
قلت له: إن للعقل وظائف يقوم بها من تذكر وتفكر وتنبه وتخيل ، الخ . والعقل يقوم بهذه الوظائف دون أن يصفها أحد بأنها ولادة، أو مخاض وإذا قيل إن الفكر يتولد عن العقل فالتعبير مجازى لا حقيقى كما تتوهم ، والفكر الصادر عن العقل ، أو الرنين الصادر عن الجرس ، أو الشعاع الصادر عن المصباح أعراض عابرة وليست ذوات قائمة كما تتوهم. فكيف يكون الرنين جسما يتكلم ويتألم ؟ ثم كيف يكون ابنا متميزا وإلها معبودا ؟ هذا تخريف!.
قال: أليس يصح فى التعبير العربي: لقد تحدثت مع عبقرية عظيمة ؟ قلت: المعنى صاحب عبقرية؛ إنسان له ذكاء فائق، أما الزعم بأن الذكاء يمشى على الأرض ويقوم ويقعد فهذه حماقة.. !
ذلك والزعم بأن مع الله إلها ثانيا وثالثا شىء لم يعرفه نوح ولا إبراهيم ولا موسى، ولم يدر بخاطر صالح فى ثمود ولا شعيب فى مدين، إن هذا الزعم اختراع من عندكم أنتم وحدكم قلدتم فيه التثليث المصرى والتثليث الهندى وسائر الوثنيات القديمة...
قال: لا ، هناك فارق بين تثليثنا وتثاليثهم! إنهم يرون الابن مخلوقا بعد الآب أما نحن فنؤكد أن الابن قديم قدم الأب نفسه ، ومساو له فى جوهره.
قلت: هم جعلوا شركاءهم دون رب العالين ، وأنتم جعلتم شركاءكم مساوين لرب العالمين فأى الفريقين شر من صاحبه ؟
قال : إنكم تفترون علينا فنحن موحدون !. قلت: يا صديقى دلنى على معنى التوحيد فى إيمان يقول: إن الابن إله قديم يساوى الإله الآب فى عنصره، ثم يجىء هذا الإله الثالث وهو مساير للإلهين الآخرين فى قدمه وبقائه، إله مع إله مع إله كيف تكون ذوات ثلاثة ذاتا واحدة ؟.
قال: ألم أقل لك إن الإله الثانى هو صفة العلم، وأن الثالث هو صفة الحياة؟. قلت: عندما انفصلت صفة العلم عن الله ، وتحولت جسدا فى بطن مريم هل بقى الله عالما؟
قال: هى مفصولة وموصولة فى وقت واحد! قلت: وتسمون مريم أم الإله؟ قال نعم ! قلتُ : هذا كلام خبئ معناه ليست لنا عقول..!