وجّه رئيس أركان جيش الإسلام الرائد علي عبد الباقي انتقادات لاذعة لقوى الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان التي يرأسها اللواء سليم إدريس، مشددا على رفض التعاون مع كل أطياف ما يسميها معارضة الخارج.
وفي لقاء مع الجزيرة نت التي تجولت في معاقل الجيش حديث النشأة، تحدث عبد الباقي عن مصادر تمويل قواته ومواقع انتشارها، وموقفه من المعارضة السورية والفصائل المسلحة، ونظرته لتعاطي العالم مع الملف السوري.
وقال إن تشكيل جيش الإسلام جاء ردا على خذلان الغرب للشعب السوري، خصوصا بعد مجزرة الكيميائي التي راح ضحيتها 1300 قتيل، معظمهم من النساء والأطفال.
غضب الشعب
واعتبر عبد الباقي أن الثورة السورية ولدت وما زالت يتيمة، وأن تصريحات الغرب مجرد فقاعات إعلامية لامتصاص غضب الشعب الذي "تخلى عنه الجميع بدون استثناء".
وشدد على أن جيش الإسلام تجاوز تحديات كثيرة واجهته خلال الأشهر الأخيرة، قائلا "استطعنا توحيد هذه الفصائل تحت قيادة واحدة بهيكلية وآلية عمل عسكرية".
وأضاف "اتبعنا إستراتيجية تعاون مع خبراء وعسكريين"، قائلا إنهم يتواصلون مع دول الجوار عبر مندوبين ومكاتب إعلامية لشرح حقيقة جيش الإسلام.
وحول علاقة الجيش بالمسلحين الآخرين، أبدى عبد الباقي استعداده للتعاون مع كل الفصائل العسكرية التي تعمل على إسقاط بشار الأسد دون النظر إلى مسمياتها، ولكن بشرط ضمان حقوق الشعب السوري.
التمويل والسلاح
أما بخصوص مصادر تمويل الجيش، فشدد الرائد عبد الباقي على أن العمليات العسكرية ضد قوات النظام أكبر مصدر لتزويد قواته بالعتاد، خصوصا بعد السيطرة على مواقع مهمة مثل فوج الشيفونية ومستودعات دنحة في القلمون.
وبينما نفى وجود أي دعم من الخارج ومن هيئة الأركان، أقرّ بتلقي تمويل من بعض التجار السوريين في الخارج.
وحول المواقع التي ينتشر فيها جيش الإسلام، قال عبد الباقي إن قواته تتواجد في جميع المناطق السورية المحررة كريف دمشق والقلمون والشمال في دير الزور وحلب وإدلب.
من جهته، اتهم النقيب حكيم هلال "معارضة الخارج" بتهميش وإقصاء الكتائب العسكرية العاملة على الأرض المحررة، قائلا إنها لا تساوي بين الفصائل في توزيع السلاح.
وقال هلال -وهو نائب قائد لواء بجيش الإسلام- إن الضغوط الكبيرة التي يواجهها الشعب السوري أملت توحيد أكثر من 50 فصيلا مسلحا تحت لواء واحد.
أما النقيب إبراهيم علي نقرش فكشف للجزيرة نت عن عزم جيش الإسلام إنشاء مكاتب سياسية للتفاهم "مع كافة الدول عبر آلية التعامل بحسن نية".
يشار إلى أن جيش الإسلام تشكل خلال الأشهر الأخيرة، ويضم عدة ألوية أبرزها الصديق والزبير بن العوام وعمر بن الخطاب.