هل آن لنا أن نتفق على مخرج؟
الشيخ الدكتور عمار طالبي (عضو الاتحاد)
قام الشعب بواجبه، وعبر عن كلمته بوضوح، وأدام مسيراته، وعلا صوته، وواصل سلميته ورقّة معاملته، وإصراره على وحدته، ورفضه المطلق لأي اختراق أجنبي، ومكر خارجي، يقظته تامة، وعزم صارم، وإباء منقطع النظير، شاعرا بعزته وكرامته.
لكن النخبة السياسية ما تزال في حركة خجولة، مترددة، لم ترتق إلى مستوى صوت الشعب وعزمه وقوة إرادته التي لم تتوقف، ولم تضعف، فأين صوت أهل الرأي السياسي الصريح، وكلمتهم الواحدة المعبرة عن سبيل الخروج إلى بر الأمان، بلا تردد ولا شكوك، وبلا أيديولوجيات خشبية مضى عليها الزمان، وفشلت في الميدان، لم يبق الآن إلا الصدق، وكلمة حق لا ذبذة فيها ولا غموض، كلمة لا تراعي إلا المصلحة العامة، التي ترقى إلى مستوى لا حزبية فيه ضيقة، ولا حساب ضيق خاص، ولا نزعة عرقية مفرقة، آن زمن الحق الصريح، والصدق الأخلاقي الذي لا مواربة فيه ولا غموض.
إذا صدقت النيات، وخلصت القلوب، فإن الطريق واضح، الذهاب إلى انتخاب رئيس للبلاد، يرضاه أغلب العباد، تشرف عليه هيئة ذات سلطة مستقلة، وتراقبه شخصيات وطنيه، تعرف بشرفها ونظافة أيديها، وعناصر من الحراك، تراقب بيقظة تامة مجريات الانتخاب في كل ولاية وبلدية، في مراكز الانتخاب.
ذهب زمن التزوير، وجاء أمد التنوير والتحرير، فقد شق الشعب طريقه، وزلزل عهد التزوير والكذب، والشعارات الوهمية والخداع، ومآل أي محاولة للتزوير الفشل الذريع لا محالة.
يبدو أن أحزاب المعارضة والنقابات والجمعيات المدنية لم تصل بعد إلى كلمة موحدة، ومخرج واضح، وربما الأمر يحتاج إلى إزالة غشاوة الحزبية الضيقة، والأفق المحدود، أو تعلق بعض الناس بشعارات لا معنى لها في الواقع، ذات غموض وعدمية همّها النفي لكل شيء ورفضه، الأمر الذي لا ينتهي إلا إلى العدمية لا تشم رائحة الوجود الواقعي.
نحمد الله أن أصبح المفسدون الكبار، ورؤوس العصابات تحت المحاكمة والقانون، وآتى الله لجيشنا الرشد في مرافقة مطالب الشعب، وعدم طموحه إلى السلطة السياسية، والتزم بصفته الدستورية جيشا محترفا مدافعا عن سيادة الوطن وعزته، رافضا لأي تدخل أجنبي أو مؤامرات داخلية أو خارجية بحراسة تامة يقظة، كما نرى ذلك في حركات شعبية عربية، شقت صفوفها مصالح أجنبية، فدمرت آمالها وأدخلتها في حروب داخلية، وصراعات قبلية جهوية، ذهبت بوحدتها وثرواتها، لتصبح نهبا لدول عدوانية منافقة.
إن طغيان بعض الدول سول لها أن تصبح دركيا شيطانيا يتحكم في مصائر دول أخرى وشعوب، فهذه قيادة أمريكية مسيحية متصهينة، يصرح بعض أعضائها في مؤتمر “المسيحيين الموحدين من أجل إسرائيل” (c u f i )
Cristians united for Israel
يريدون تدمير إيران لأنها لم تدخل في طاعتهم دبروا لها كل مؤامرة لتعطيل رقيها التقني في مجال الطاقة النووية، وهذه دولة الصهاينة تملك الأسلحة النووية غضوا الطرف عنها، واتجهوا إلى إيران لحماية الصهاينة، وخوفا على دولتهم التي تقتل الفلسطينيين يوميا، معتمدة على إدارة الولايات المتحدة وقوتها السياسية والعسكرية ونفاق الاتحاد الأوروبي الذي يتذبذب موقفه، ويتردد في شأن فلسطين ودولتها.
عادت بريطانيا إلى عهد القرصنة البحرية، والعدوان على السفن اغترارا بقوتها وقوة الولايات المتحدة ولم تدرك أن عهد القرصنة قد ولى بذهاب العصور الوسطى المظلمة.
إن الطغيان الامبراطوري قد انقرض زمانه، ومآل الطغيان الخسران المبين طال الزمان أو قصر.