جستجو برای

التفاصيل

الريسوني: العدوان الصهيوني على غزة عدوان على الأمة الإسلامية جمعاء (فيديو)

الريسوني: العدوان الصهيوني على غزة عدوان على الأمة الإسلامية جمعاء (فيديو)

 

* كلمة إلى الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية والعالم حول العدوان الصهيوني على غزة - رئيس الاتحاد - الشيخ الدكتور أحمد الريسوني

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين..

أيها المسلمون والمشاهدون في كل مكان: لا شك أننا جميعا نتابع هذه الأيام العدوان الجديد والمجازر الجديدة على قطاع غزة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والعدوان على قطاع غزة هو عدوان على الأمة الإسلامية جمعاء، لأن المسلمين جسدٌ واحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فإذا أصيب عضوٌ منّا بفلسطين أو في غزة أو في غيرها فالإصابة في الأمة الإسلامية.

قطاع غزة

ولذلك فالهجوم والعدوان على الأمة الإسلامية ولكنه تنفيذاً يقع مباشرة على إخواننا في قطاع غزة.

وتعلمون أن قطاع غزة يُعاني ومنذ سنوات طويلة من حصار شامل يفرضه الاحتلال الصهيوني بتعاونٍ وتكاملٍ مع دول الجوار التي تُسمى دولا عربية.

فغزة تحت حصار إسرائيلي عربي تحت حصار صهيوني عربي، ومع ذلك هذه القطعة الصغيرة -غزة- من أرض فلسطين لا يُكتفى بحصارها حصارا تاما في غذاءها ودواءها وماءها وهواءها وبحرها وبرها وأدويتها وكل احتياجاتها، بل من حينٍ لآخر يقوم الكيان الصهيوني بالإغارة على قطاع غزة وعلى أهله من مدنيين ومقاومين في محاولة لكسر شوكتهم ودفعهم نحو الاستسلام، وهذا العدوان بصفة خاصة الذي يقع هذه الأيام من أسبابه المعروفة داخل الكيان الصهيوني وداخل فلسطين وعند كل المتابعين والعارفين من أسبابه؛ التفكك والتمزّق الذي يعرفه الكيان الصهيوني ويهدده في بقائه ووجوده واستمراره.

إسرائيل كيان متفكك ومنهار

إن إسرائيل التي نراها أو تُرى انا قوية ضاربة تبطش هنا وهناك شمالًا وجنوبا وداخلا وخارجا إنما هي كيانٌ متفككّ يُوسك أن ينهار، ولولا مرجوة التطبيع والتحالف والتضامن الذي وصلهم من بعض الدول العربية لكان انهيارهم أكثر قربا وأكثر وشوكا على الوقوع.

الآن حينما يشتدُّ تفككهم وصراعاتهم يلجؤون إلى هذه الهجمات على الفلسطينيين، هجمات في غزة وهجمات من نوع آخر في القدس، إذ يحتشد المستوطنون واليهود الذين اُستقدموا من كل أنحاء العالم يتمُ حشدهم لإعطاء الطابع الديني والعقدي لوجودهم ولكيانهم، فيحتشدون لاقتحام القدس الشريف بحثاً عن أوهام صنعوها -المعبد وما إلى ذلك والهيكل-… فإذاً هذا اليوم أيضا يتزامن مع الغارات والهجمات الإجرامية على قطاع غزة هناك هجمات أخرى في القدس الشريف في محاولة من هذا العدوان وهذا العدوان للملمة هذا الكيان وتوقيع تمزقاته.

إن إخواننا في فلسطين عامة -وفي الضفة والقطاع والأراضي المحتلة سنة ٤٨- يعانون منذ عشرات السنين من هذه الاعتداءات وهذه الجرائم وهذه المجازر التي يتعرضون لها من حين لآخر لشحذِ قوتهم ولملمة وحدتهم ولكنهم يدفعون الثمن ويؤدون واجبهم ببطولة وشجاعة لا نظير لها، إخواننا الآن في غزة يقدمون الشهداء ليل نهار ويقدمون أبطالا قياديين وقادة مجاهدين، فواجبنا وأقل واجباتنا أن ندعهم حيث ما كنا وأن ندعمهم بكل ما نستطيع -المسلم اخر المسلم لا يسلمه ولا يخذله.

واحبٌ على كل مسلم أينما كان من الكرة الأرضية أن يبحث ويفكر ويعمل ليدعم إخوانه ويسند إخوانه في فلسطين وفي غزة وفي القدس بصفة خاصة، هذا هو الذي ينبغي أن نستوعبه في هذه المعركة وهي معركة مستمرة، المعركة ليست معركة هذه الأيام، معركتنا مع الصهاينة المحتلين تمتدُ مُنذُ قرن من الزمان.

تعلمون ويعلم الجميع -وهذا ليس خفيا- أن إسرائيل الكيان الغاصب المُصطنع تدعمه كل الدول الغربية بدون استثناء بأشكال متعددة تُرى أو لا تُرى وبدرجات متفاوتة تصل إلى حد الاحتضان الكامل وتصل إلى حد الدعم السياسي أو الاقتصادي أو الإعلامي.

فالعالم الغربي كله بالإضافة إلى دول أخرى وبعض الدويلات العربية التي انضمت الآن إلى دعم الكيان الصهيوني هؤلاء جميعا يدعمون هذا الكيان

الكيان بجميع الأشكال -بأشكال مختلفة متعددة، وإخواننا الفلسطينيون يتآمر ضده الغرب كله وبعض الدويلات العربية يتآمرون ضد الفلسطينيين وضد المقاومة الفلسطينية ويعملون على خلق الشعب الفلسطيني ليستسلم ويعملون على خلق المقاومة الفلسطينية لتنتهي وتُصفّى.

فمن لهؤلاء الفلسطينيين الذين يواجهون دعما تاما لعدوهم ومحاربة دائمة لهم، من اهم غير الشعوب الإسلامية؟

من لهم غير من يقولون "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؟ من لهم غير من يؤمنون بالقرآن؟ وبصورة الإسراء؟ وبمكانة المسجد الأقصى؟

من لهم غير إخوانهم الذين ذكر الرسول صلى أنهم جسدٌ واحد؟

من لهم غير أنت وأنتِ أيها المسلم أيتها المسلمة؟

فواجبنا الآن وفي كل آن أن نفكر كل يوم كيف نوصل شكلاً ما من أشكال الدعم والمساندة والتأييد لإخواننا الفلسطينيين؟ لا تكونوا عاجزين، -لا تعجز- كما يقول النبي صلى لا تعجز لا تستلموا للعجز كل واحد بمفرده وبمن حوله وبمن معه لابد أن نفكر جميعا فرادا وجماعات وفي كل يوم وفي كل مكان، كيف ندعم إخواننا الفلسطينيين في غزة وفي الضفة وفي القدس وفي فلسطين كلها؟ كيف تدعمهم بالمال وبالتظاهر وبالكلمة وبالظهور وبالرسائل وبالبيانات وبالتسليح وبكل شيء يمكن.

والمسلمون الذين يُعدون بالأداة العائلة التي تعرفونها لو كل واحد يفكر ويعمل شيئا، لا نفكر تفكير العاجزين، نعم بعض الأمور نعجز عنها وبعضها لا نعجز، فإذا فكر كل واحد وتحرك كل واحد من المسلمين في أنحاء العالم لكي يُفيد وينفع ويدعم إخوانه في فلسطين فهذا أولاً يكون قد أبرى ذمته إلى الله ويكون بدون شكٍ قد قدم شيئا سينفع اخوانه حتما اليوم أو غدا.

فإذا هذا أهم شيء يمكن أن يُقال في هذا اليوم وفي هذه الأيام وفي مناسبة هذا العدوان الذي أودى بحياة عدد من الشهداء ومنهم قياديون في المقاومة الفلسطينية وفي سرايا القدس من أمثال: سمير الجعبري وخالد منصور هؤلاء القياديون والشهداء جميعا أطفالا ونساء ومجاهدين قد ارتفعوا إلى الله تعالى وارتفعوا إلى مقام الشهداء، فماذا نحن فاعلون لنجدة إخواننا المجاهدين الآن في الميدان في غزة وحدهم ليس لهم إلا الله تبارك وتعالى وهؤلاء المسلمون عبر أنحاء العالم.

حُكامنا -وخاصة العرب منهم- قد تنصّلوا من مسؤولياتهم بل بعضهم أصبحوا يدا على المقاومة وأصبحوا يدا على الشعب الفلسطيني وأصبحوا سندا للعدو الصهيوني، فمن بقي؟ بقي المسلمون وجماهير المسلمين يساهم كل واحد بمفرده وبمن معه في هذه المعركة المُمتدة إلى أجل غير مسمى، إلى أحدٍ يعمله الله سبحانه وتعالى.

إخواني وأخواتي المسلمين في كل مكان كونوا مع إخوانكم واشقائكم وأقصاكم ومع جزء عزيز من وطنكم ليس له بعد الله تعالى إلا أنتم.

وهذا ما نرجوه وهذا ما نتطلع إليه وهذا ما يطلع إليه إخوانكم، فهود باسمكم أن نطمئنهم -ونرجو أن يكون ذلك صادقا مني ومنكم- بأن المسلمين معكم قلبا وقالبا بما يستطيعون، وأن إخوانكم عبر العالم معكم ومع قضيتكم فأثبتوا وتوحدوا واصبروا وصابروا ورابطوا وآخر دعوانا أن الحمدلله

الأحد 9 محرم 1444 هـ الموافق 7 أغسطس 2022م

 

     أ. د. أحمد الريسوني

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين


: برچسب ها



مواضيع مرتبطة

جستجو در وب سایت

آخرین توییت ها

آخرین پست ها

شعب اتحادیه