تصاعد الدعم الشعبي والرسمي في إندونيسيا
وباكستان لغزة: تأييد للجهاد الفلسطيني ورفض للجرائم الصهيونية
تواصلت الدعوات في كل من إندونيسيا وباكستان لنصرة غزة
في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، مع مناشدة المجتمع الدولي
الاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذا العدوان ووضع حد للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب
الفلسطيني.
علماء وقادة أديان في صف فلسطين
ففي إندونيسيا، شهد مقر مجلس علماء إندونيسيا أمس
الاثنين اجتماعًا ضم عددًا من قادة الأديان المختلفة، وممثلي المنظمات المجتمعية
والإنسانية، إضافة إلى عدد من الأكاديميين والمثقفين والمؤسسات الخيرية.
وأعقب الاجتماع صدور بيان مشترك أكد "مواصلة دعم
نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله".
تأييد لفتوى الجهاد ضد إسرائيل
كما عبّر البيان عن "تأييد
فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن الجهاد ضد إسرائيل، بما في ذلك الجهاد
الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والإنساني".
ودعا المشاركون الحكومة الإندونيسية إلى "رفع مستوى
جهودها الرامية إلى إحلال السلام وتحقيق الاستقلال الفلسطيني، بما في ذلك تفعيل
الجهود الدبلوماسية والعسكرية لوقف الهجمات الإسرائيلية على سكان غزة، وفتح معبر
رفح أمام المساعدات الإنسانية، وعقد مؤتمر دولي لدعم حرية فلسطين
واستقلالها".
رفض خطة تهجير الغزيين
ورفض البيان خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب
لنقل سكان غزة إلى دولة أخرى، واصفًا إياها بأنها "جريمة أشد قسوة من التطهير
العرقي"، كما وصفها المقرر الخاص للأمم المتحدة في فلسطين.
وأعرب الموقعون على البيان عن تفهمهم لاقتراح وزير
الدفاع الإندونيسي، والرئيس الحالي، برابوو سوبيانتو، بشأن تنفيذ خطة إجلاء إنساني
لبعض من سكان غزة الذين يعانون من إصابات خطرة وصدمات نفسية ويحتاجون إلى رعاية
طبية في مستشفيات إندونيسيا.
وأشار البيان إلى أن هذا الإجلاء الإنساني "محدود
ومؤقت"، لكنه يتطلب دراسة معمقة وشاملة لضمان الاستعداد الكامل، مع التأكيد
على الاستعداد للمشاركة في إيجاد أفضل السبل لدعم شعب غزة من الناحية الإنسانية،
وتعزيز نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
إجماع باكستاني على دعم غزة
وفي باكستان، أقر البرلمان الباكستاني أمس بالإجماع
قرارًا للتضامن مع فلسطين، يدين الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
وقدّم القرار وزير القانون الاتحادي، أعظم نظير ترار،
وشهدت الجلسة حضورًا واسعًا من جميع الأحزاب، بما فيها حزب إنصاف الباكستاني
المعارض.
من جهته، أكد وزير الإعلام الاتحادي، عطا الله ترار،
موقف باكستان الواضح الرافض للاعتراف بإسرائيل، مشيرًا إلى أن جواز السفر
الباكستاني يحمل تنبيهًا بأن السفر إلى إسرائيل غير مسموح.
وأضاف: "نحن لا نقبل إسرائيل ولا نؤمن
بشرعيتها".
وأشاد الوزير بدور قناة الجزيرة في كشف الحقائق من غزة،
قائلًا: "لولا الجزيرة لما شهد العالم الدمار. لقد استشهد صحفيوها، لكنهم لم
يتنازلوا قط عن تغطيتهم الإعلامية".
بدوره، عبّر صاحب زاده محمد حامد رضا، رئيس حزب مجلس
وحدة المسلمين، الذي يتحالف مع حزب إنصاف المعارض، عن تضامنه الراسخ مع الشعب
الفلسطيني في "هذه الأوقات العصيبة"، داعيًا الحكومة الباكستانية إلى
تكثيف الجهود الدبلوماسية والضغط على المجتمع الدولي للتدخل.
ودعا القرار الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والقيام بدور فاعل في إعادة إعمار القطاع الذي
مزقته الحرب.
وقد شارك في النقاش نواب من مختلف الأطياف السياسية،
الذين عبّروا عن موقف موحد بدعم الشعب الفلسطيني وإدانة الفظائع الإسرائيلية.
كما اعتبر القرار أن العدوان الإسرائيلي يمثل
"فشلًا للمجتمع الدولي"، ودعا إلى الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال
الإسرائيلي من غزة والأراضي الفلسطينية، والاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية
في الأمم المتحدة، واتخاذ المجتمع الدولي إجراءات أكثر حزمًا لإنهاء العنف.
المصدر: الجزيرة