الرابط المختصر :
فضائل وصفات علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحلقة السادسة والعشرون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
جمادى الأولى 1441 ه/ يناير 2020م
قال الإمام أحمد ، وإسماعيل القاضي ، والنسائي ، وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي.
وقال الحافظ ، ابن حجر: وكان السبب في ذلك أنه تأخر ، أي اخر الخلفاء الراشدين ، ووقع الاختلاف في زمانه وخرج من خرج عليه ، فكل ذلك سبباً لانتشار مناقبه من كثرة من كان بيَّنها من الصحابة ردَّاً على من خالفه ، فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله ، فكثر الناقل لذلك ، وإلا فالذي في نفس الأمر أنّ لكل من الأربعة من الفضائل ، إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلاً .
وقال ابن كثير: من فضائله: أنّه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة إلى رسول الله ﷺ نسباً .
وقد ذكرت كثيراً من فضائله فيما مضى من البحث كلاًّ في موضعه ، وإتماماً للفائدة نشير إلى مزيد من الفضائل لعلي رضي الله عنه منها:
* عن زر رضي الله عنه قال: قال علي: والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسمَة؛ إنه لعهد النبي الأُمِّيُّ ﷺ إليَّ: أن لا يُحبني إلا مؤمن ولا يُبغضني إلا منافق.
* عن أبي إسحاق: سأل رجل البراء وأنا أَسْمَعُ قال: أشَهِدَ عليٌّ بدراً ؟ قال: بارز وظاهر.
* عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة ، فقال رسول الله ﷺ : «اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد».
* قال سعيد بن زيد: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «النبي في الجنة ، وأبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد في الجنة، ولو شئت أن اسمي العاشر».
* قالت أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سب علياً فقد سبني».
* جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان ، فذكر محاسن عمله ، قال: لعلَّ ذلك يسوؤك؟ قال: نعم.. قال: فأرغم الله بأنفك ، ثم سأله عن علي ، فذكر محاسن عمله ، قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبيِّ ﷺ ، ثم قال: لعلَّ ذاك يسوؤك؟ قال: أجل ، قال: فأرغم الله بأنفِك ، انطلق فاجهد على جَهدك.
هذه بعض الفضائل الثابتة لعلي رضي الله عنه ، وأما صفاته رضي الله عنه ، فقد كانت صفات القائد الرباني المضحِّي في سبيل الله وكتابه وسنة نبيه ، ونجملها في أمور ونركز على بعضها بالتفصيل ، فمن أهم هذه الصفات: سلامة المعتقد، والعلم الشرعي ، والثقة بالله ، والقدوة ، والصدق ، والكفاءة ، والشجاعة ، والمروءة ، والزهد ، وحب التضحية ، وحسن اختياره لمعاونيه ، والتواضع والحلم والصبر ، وعلو الهمة والحزم والإرادة القوية ، والعدل ، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات التي ظهرت للباحث في الفترة المكية في صحبته للنبي ﷺ ، وفي العهد المدني في غزواته مع رسول الله ﷺ وحياته في المجتمع ، وظهر البعض الاخر لما تسلم قيادة الدولة الراشدية وأصبح أمير المؤمنين رضي الله عنه.
ومن أهم هذه الصفات:
أولاً: العلم والفقه في الدين:
كان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من علماء الصحابة الكبار ، وقد تميَّز رضي الله عنه بجده في التحصيل ، والتحري في قبول العلم ، والسؤال في طلبه، واستخدام وسائل ضبط العلوم في زمنه ، من كتابة ، وتعهد ، ولزوم النبي ﷺ، حيث يقول رضي الله عنه في جمعه للقران الكريم: اليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القران.
وقال: ما دخل نوم عيني ، ولا غمض رأسي على عهد رسول الله ﷺ حتى علمت ذلك اليوم ما نزل به جبريل رضي الله عنه ، من حلال ، أو سنة ، أو كتاب ، أو أمر ، أو نهي ، وفيمن نزل.
وكان رضي الله عنه يتلقى النص من رسول الله ﷺ مباشرة ، ولكن عندما يبلغه الحديث من غيره فإنه شديد التحرّي في قبوله ، خشية أن ينسب لرسول الله ﷺ قولاً لم يقله ، ومما يدل على هذا المنهج قوله ﷺ : كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله حديثاً نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني ، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، قال: وحدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - رضي الله عنه: أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله؛ إلا غفر الله لـه ، ثم قـرأ هـذه الايـة ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ ﴾ [آل عمران: 135] إلى آخر الآية.
نعم ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه يستحلف أصحاب رسول الله ﷺ وهم الثقاة العدول ، ما هـذا إلا دليل على شدة تحرِّيـه في تلقي الحديث الذي يتلقاه من غير رسول الله ﷺ.
وكان رضي الله عنه صاحب لسان سؤول ، وقلب عقول ، فقد قال: ... إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً سؤولاً.
وعلّل رضي الله عنه كثرة علمه بطلبه إياه من رسول الله ﷺ بالسؤال ، بقوله: كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت.
وعندما يكون عائق الحياء بينه وبين رسول الله ﷺ ، يتغلَّب عليه بطلبه من أحد الصحابة بسؤال رسول الله ﷺ ، فعن محمد بن الحنفية قال: قال علي: كنت رجلاً مذاء ، فاستحييت أن أسأل رسول الله ﷺ ، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال: «فيه الوضوء».
وكان رضي الله عنه يحذِّر الناس من ترك العلم بسبب الحياء ، فقد قال: ولا يستحي أحدكم إذا لم يعلم أن يتعلم، ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم.
وكان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من بين القلة من المسلمين الذين كانوا يعرفون الكتابة في صدر الإسلام ، وفوق هذا فقد كان من كتاب الوحي لرسول الله ﷺ ، وقد ساعدته هذه المهارة في القراءة والكتابة على التبحر في العلوم الشرعية ، وكان رضي الله عنه يرى أن تكون كتابة النصوص بخطٍّ بيِّن مع التفريج بين السطور ، والتقريب بين الحروف ، فعن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: الخط علامة ، فكلما كان أبين كان أحسن. وقد أمر كاتبه عبيد الله بن أبي رافع بقوله: ألف دواتك ، وأطل سِنَّ قلمك ، وافرج بين السطور ، وقرمط بين الحروف. وعن أبي حكيمة العبدي قال: كنا نكتب المصاحف بالكوفة، فيمر علينا علي ونحن نكتب فيقول: أَجِلَّ قلمك، قال: فقططت منه ، ثم كتبت. فقال: هكذا نوروا ما نور الله.
وكان رضي الله عنه يتعهد ما تعلمه بالعمل وتطبيقه ، وكان من أحرص الناس على تطبيق ما سمعه من رسول الله ﷺ ولو كان ذلك في أصعب الظروف ، كما مرّ معنا في تعليم رسول الله ﷺ له والسيدة فاطمة رضي الله عنهما الأذكار، فقد قال أمير المؤمنين: ما تركته منذ سمعته من النبي ﷺ ، قيل له: ولا ليلة صفين ، قال: ولا ليلة صفين.
وقد أشار أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى ضبط النص بالعمل به بقوله: تعلموا العلم تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله.
وكان يرى أن العالم لا يسمى عالماً إلا إذا كان عاملاً بعلمه ، لذا يقول مخاطباً حملة العلم: يا حملة العلم، اعملوا به؛ فإن العالم من عمل بما علم ووافق علمه عَمَلهُ. وقال رضي الله عنه: هتف العلم بالعمل فإن أجاب وإلا ارتحل.
وكان علي رضي الله عنه من المكثرين من الفتيا في أصحاب رسول الله ﷺ، قال ابن القيم: الذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله ﷺ مئة ونيف وثلاثون نفساً ، ما بين رجل وامرأة ، وكان المكثرون منهم سبعة ، عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعائشة أم المؤمنين ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر.
وقد عد ابن حزم علياً رضي الله عنه في المرتبة الثالثة من بين الصحابة رضي الله عنهم في كثرة الفتيا. وسيأتي الحديث بإذن الله تعالى عن المسائل القضائية ، وكثيراً من اجتهاداته الفقهية ، عند حديثنا عن المؤسسة القضائية.
وكان رضي الله عنه يحث على التزاور والمدارسة ، حيث يقول: تزاوروا وتدارسوا الحديث ، ولا تتركوه يدرس. وفي رواية: تزاوروا وتحدثوا ، فإن لم تفعلوا فإنه يدرس.
وكان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يحث على لزوم الشيخ ، والحرص على الأخذ منه ، ويقول: ولا تشبع من طول صحبته ، فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء.
وقد تهيأ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ملازمة رسول الله ﷺ صغيراً حين تربى في حجره ، وكبيراً حينما كان صهره ووالد سبطيه ، فكان بذلك قريباً من رسول الله ﷺ ، يأخذ عنه ويتعلم منه. وقد شهدت السيدة عائشة لعلي بلزومه لرسول الله ﷺ ، فعن المقدام بن شريح ، عن أبيه قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني برجل من أصحاب النبي ﷺ أسأله عن المسح على الخفين ، فقالت: ائت علياً فسله ، فإنه كان يلزم النبي ﷺ ، قال: فأتيت علياً فسألته ، فقال: أمرنا رسول الله ﷺ بالمسح على خفافنا إذا سافرنا.
وكان رضي الله عنه يرى الانتقاء في العلوم؛ فقد قال: العلم أكثر من أن يحفظ ، فخذوا من كل علم محاسنه.
وقد وصل من العلم مرتبة جعلته يقول للناس وهو في العراق: سلوني ، فعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: ما كان أحد من الناس يقول: سلوني؛ غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد وثق الناس بعلمه سواء الصحابة أو التابعين ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به. وعنه أيضاً قال: إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها. وعن سويد بن غفلة أنه جاءه رجل يسأله عن فريضة رجل ترك ابنته وامرأته ، قال: أنا أنبئك قضاء علي. قال: حسبي قضاء علي. قال: قضى علي لامرأته الثمن ، ولابنته النصف ، ثم رد البقية على ابنته.
وقد أثنى الناس عليه في علمه ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أما إنه أعلم الناس بالسنة. وكان معاوية رضي الله عنه يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذلك ، فلما بلغه قتله ، قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب. وعن الحسن بن علي ، أنه خطب الناس بعد وفاة علي رضي الله عنه فقال: لقد فارقكم رجل أمس ، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الاخرون وعن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وقد سئل عن علي فقال: كان لله ، والله ما شاء من ضرس قاطع ، والسطة في النسب ، وقرابته من رسول الله ﷺ ومصاهرته ، والسابقة في الإسلام ، والعلم بالقران والفقه بالسنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون. وعن مسروق قال: انتهى علم أصحاب رسول الله ﷺ إلى عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وعبد الله رضي الله عنهم.
وقد ترك أمير المؤمنين رضي الله عنه نصائح وإرشادات لطلاب العلم والعلماء والفقهاء ، تستحق أن تحفظ ويعمل بها؛ ومن هذه النصائح:
1- الناس ثلاثة: عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق:
روى الحافظ أبو نعيم عن كُميل بن زياد قال: أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي ، فأخرجني إلى ناحية الجبَّان - يعني الصحراء - ، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال: يا كميل بن زياد ، القلوب أوعية؛ فخيرها أوعاها للعلم ، احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهَمَجٌ رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، إن هذه الوصية البليغة قد اشتملت على دُرر المواعظ وغُرَر الحِكَم ، فقد قسم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الناس إلى ثلاثة أقسام:
(أ) العلماء الربانيون: والمقصود بالعلماء علماء الدين ، والربانيون الذين يجمعون بين الفقه والحكمة ، كما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: قال: حكماء فقهاء. أخرجه الإمام البخاري. وبذلك فسره ﴿ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِّيِّينَ ﴾ الله بن مسعود رضي الله عنه، فالذين يجمعون بين الحكمة والفقه هم المؤهلون لتربية الأمة وتوجيهها ، لأن الحكمة: وضع الشيء في موضعه المناسب ، ومن ذلك التوفيق إلى تطبيق الحكم الشرعي على واقع الناس ، وذلك يقتضي فهماً دقيقاً لواقع المجتمع الإسلامي ، ومن الحكمة: القيام بتربية الأمة بهذا الدين ، وذلك يقتضي الجمع بين تعليم الدين والتربية على التقوى ومكارم الأخلاق ، وأما الفقه: فهو فهم الأحكام الدينية من مصادرها الشرعية ، ولذلك كان العلماء الربانيون هم أفضل الأمة ، لأنهم جمعوا بين فضيلتين: تلقِّي العلم ، والتعليم مع التربية ، فهم المؤهلون لتربية الأمة وتوجيهها، وقد عرّف أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الربانيين بأنهم هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها.
(ب) طلاب العلم الذين أخلصوا نياتهم في طلب العلم ، ليكون وسيلة إلى نجاتهم من المسؤولية أمام الله تعالى ، وقد عبر علي رضي الله عنه عن هذا القسم بقوله: ومتعلم على سبيل نجاة؛ وهذا لا يختص بالدارسين الذين تفرغوا لطلب العلم ، وإنما يشمل كل من حمل مسؤولية تطبيق هذا الدين ، وأهمَّه أمر نجاته في الاخرة، فاستفتى في أمور دينه العلماء الربانيين ، ليعبد الله على بصيرة وليستقيم في معاملته مع الناس على منهج الله ، فهذا يعتبر من المتعلمين على سبيل نجاة وإن لم يجلس في حلقات العلم. إن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يرينا أهمية إخلاص النية لله في طلب العلم ، ويدعوهم لتقديم ما عند الله والدار الاخرة على حطام الدنيا وشهوات النفس ، والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله ودين الحق والصبر على ذلك.
(ج) الذين هجروا العلم الديني ولم يكن لهم ارتباط بالعلماء الربانيين في معرفة أمور دينهم ، وقد عبر عنهم أمير المؤمينن علي رضي الله عنه بقوله: وهَمَجٌ رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم.
تحدث أمير المؤمنين عن صنف الهمج الرعاع أتباع كل ناعق الذين يميلون مع كل ريح وليس لهم نور يستضيئون به ، وحذر من هذا الصنف الإمَّعي ، وكأنه رضي الله عنه يدعو الناس بأن يكون همهم الحق والثبات عليه ، وبأن يعمروا الدنيا والاخرة بطاعة الله ، وأن يستضيئوا بنور الله ويجعلوا الدنيا مطية للاخرة.
يمكن النظر في كتاب أسمى المطالب في سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه شخصيته وعصره