في ذكرى ميلاده الشريف ﷺ (4)
رابعا - وفاته ﷺ:
د. زغلول النجار
أوحى ربنا تبارك وتعالى إلى خاتم أنبيائه ورسله ﷺ بدنو أجله، وجاء ذلك في عدد من الآيات القرآنية الكريمة التي منها ما يلي:
1- *وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ* (آل عمران: 144).
2- *كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ* (آل عمران: 185). 3- *..اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً...* (المائدة: 3)
4- *إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ* (الزمر: 30).
5- *إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* (النصر: 1).
ويؤكد ذلك معارضة جبريل لرسول الله ﷺ القرآن الكريم مرتين في آخر رمضان شهده. وانطلاقا من ذلك بدأ رسول الله ﷺ في التلطف بإخبار أصحابه عن دنو أجله، وكانت حجة الوداع وصية رسول مفارق لأمته، فأكثر فيها من التذكير بحرمة الدماء والأعراض والأموال. كما كرر من العبارات ما يوحي بذلك من مثل: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"، و "لعلي لا أركم بعد عامي هذا". وقد توفي رسول الله بعد حجة الوداع بإحدى وثمانين ليلة.
فقد فاضت روحه الشريفة في ضحى يوم الأثنين 12 ربيع أول سنة 11 هجرية بعد أن خاض حوالى 30 غزوة و 60 سرية وبعثا , وقضى 23 سنة في جهاد متواصل حتى أقام للإسلام دولته. وبوفاته ﷺ انقطع وحي السماء, وختمت النبوات, واكتملت الرسالات باكتمال نزول القرآن الكريم وبختام سنته ﷺ.
وكان من آخر وصاياه ﷺ: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وأوصيكم بكتاب الله، وبالصلاة، وبما ملكت أيمانكم، الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم وهو يردد: اللهم في الرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى، لا إله إلا الله، إن للموت سكرات". وقد توفي رسول الله ﷺ شهيدا، وذلك لأن الله تعالى قد اتخذه نبيا وجعله شهيدا كما جاء في مسند احمد.