الرابط المختصر :
الحمد لله وحده، والصلاة و السلام على رسوله محمد وآله وصحبه، وبعد،
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي إلى الأمة الإسلامية فقيدها الشيخ عبد الكريم المدرس، مفتي العراق، منذ أكثر من ثلاثين سنة، الذي توفي يوم الثلاثاء 25/7/1426هـ الموافق 30/8/2005م ببغداد، ودفن بالمقبرة الجيلانية، بعد عمر ناهز 107 سنوات قضاها في العلم والتأليف والبحث والفتوى والتدريس والتدقيق، وتخرج على يديه الكثير من العلماء داخل العراق، وخارجه، حيث درّس في مدارس خانقاه ببياره منذ الأربعينات من القرن الماضي، والسليمانية وكركوك، ثم استقر به المقام في الحضرة القادرية في بغداد منذ الستينات.
وقد ترك الشيخ رحمه الله ثروة كبيرة من الكتب في مختلف العلوم والفنون الإسلامية، بلغت أكثر من 150 كتاباً تتراوح أحجامها من مجلد واحد إلى عدة مجلدات وأجزاء، ألفّ في العقيدة، وعلم الكلام، والتفسير، وفي الفقه، والنحو والصرف، والبلاغة، والمنطق، وغيرها.
وقد كان رحمه الله عالماً له مواهب متنوعة أيضاً في الشعر والأدب، فقد كان ينظم الأشعار الرائعة باللغات الثلاث العربية والكردية والفارسية.
كان رحمه الله يبدأ درسه مبكراً، في بغداد، ويقوم بتدريس الطلبة، ثم يذهب إلى رابطة علماء العراق حيث كان رئيساً لها ليمارس مهامه المتعلقة بها، إضافة إلى الفتاوى التي ترد إليه من جميع أنحاء العراق فيرد عليها.
لقد كان رحمه الله علامةً موسوعياً في معظم العلوم ومحققاً ومدققاً في علوم الشريعة، ومصلحاً اجتماعياً يصلح بين الناس، وعالماً ربانياً زاهداً في الدنيا راغباً عن متعها، محبوباً لدى الناس، متواضعاً؛ اجتمعت عليه كلمة علماء العراق، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما ندعو الله تعالى أن يعوض الأمة الإسلامية ويحسن عزاءها في فقيدها العالم الحبر العلامة الشيخ عبد الكريم المدرس مفتي العراق رحمه الله.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
القاهرة في: 28 من رجب الفرد 1426هـ
3/9/2005م
الأمين العام
أ.د. محمد سليم العوَّا