البحث

التفاصيل

بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الأحداث الدامية في الصومال      

الرابط المختصر :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الأحداث الدامية في الصومال      

 

14ربيع الآخر 1428 هـ

الموافق: 1 مايو 2007

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه

(وبعد)

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل قلق وأسى ما يجري في الصومال عامة وفي العاصمة مقديشيو خاصة، من قصف وقتل للمدنيين العزل واضطرارهم إلى خروجهم من بيوتهم بغير حق ، هربا من جحيم الاشتباكات التي شهدتها العاصمة منذ بداية هذا الشهر حتى قدر عدد المهجرين بنحو نصف سكان العاصمة، وغصت " بقايا المستشفيات" التي مازالت تعمل في العاصمة بمئات الجرحى دون أن يتوافر فيها أبسط أنواع الأدوية، كما بلغ عدد القتلى أكثر من 300 قتيل،وهو يزداد كل يوم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شراسة القوى الأثيوبية التي صبت جام غضبها وحقدها التاريخي على الشعب الصومالي الأعزل منذ أن بسطت سيطرتها على العاصمة في أواخر شهر ديسمبر من السنة الماضية مما دفع بالمنظمات الحقوقية والدولية للمطالبة بتحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبتها في مقديشيو خلال القتال الذي عاشته العاصمة منذ بداية هذا الشهر.

وأمام هذه المأساة الإنسانية التي يعيشها أهلنا وإخواننا في الصومال فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن ما يأتي:

 

أولا: يؤكد أن المسؤول عما يجري في الصومال عامة والعاصمة مقديشيو خاصة، هو: القوات المحتلة ومن ورائهم الإدارة الأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر لأثيوبيا لتتدخل في الصومال تحت ذريعة ما سمي " مقاومة الإرهاب" ممثلة هذه المرة في المحاكم الإسلامية التي بسطت نفوذها على أغلب الأراضي الصومالية بيسر وسهولة ومعاونة من أبناء الشعب، وحققت للعاصمة وأغلب المدن الأمن والاستقرار وتحقق سلام لم تعرف البلاد مثله منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخر سنة 1991.

 

ثانيا: إن التجاء الحكومة الصومالية إلى الاستعانة بالقوات الأثيوبية لإسقاط المحاكم الإسلامية واستباحتها لأرض الصومال وشعبه قتلا واعتقالا وتشريدا وبخاصة في العاصمة مقديشيو بدل المصالحة الداخلية، هو عمل غير مشروع لا يقره الإسلام، وتترتب عليه مخاطر على مستقبل الصومال والأمة الإسلامية.

ولنا في التاريخ والواقع عبر وعظات.

 

ثالثا: إن 16 سنة من الحرب الأهلية الطاحنة التي عاشها الشعب الصومالي المسلم، ولا يزال يعيشها، دون أن تحسم أي جهة أو طرف هذا الصراع لصالحها، لتدعو الجميع إلى وقف فوري لهذه الحرب الضروس والعمل على تحقيق مصالحة شاملة للأطراف الصومالية كافة تحل مشاكلها ومشاكل البلاد وأهلها وترفع كل المبررات الواهية للتدخل الأجنبي في شؤون بلادهم.

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن عن استعداده القيام بوساطة وإرسال وفود لكلى الطرفين من أجل حقن دماء المسلمين والتوصل إلى مصالحة بين أبناء الصومال جميعا وتفويت الفرصة على قوى الهيمنة التي تطمع في بسط سيطرتها على هذا البلد الذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم في القارة الإفريقية. ويحمل الاتحاد المسؤولية الكاملة أمام الله تعالى ثم أمام التاريخ: كل من لم يستجب لنداء المصالحة الشاملة، ودرء هذه الفتن وما وراءها من شر مستطير.

 

رابعا: يدعو الاتحاد جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل قادة البلدان العربية والإسلامية إلى إيلاء هذه الحرب الدائرة في الصومال مزيدا من الاهتمام وممارسة الضغوط الدولية من أجل خروج القوات الأثيوبية منه وإحلال قوة عربية أو إسلامية أو افريقية محايدة محلها لنشر الأمن والأمان وليس للاحتلال.

كما يدعو الاتحاد كل المنظمات الإسلامية العاملة في مجال الإغاثة أن تهب لمد يد العون لإخوانهم من الجرحى والمشردين وإبراز معاني التكافل والتآزر مع إخوانهم في هذا البلد المسلم الذي يمر بمرحلة عصيبة جدا وعدم ترك المجال للمنظمات والهيئات الغربية ذات الأهواء والأغراض،  لتنفرد بهذا الشعب الذي عانى ويعاني ويلات

 الحرب والفقر والجوع .

والله من وراء القصد، وهو غالب على أمره ولو كره الظالمون.

 

 

أ.د. محمد سليم العوَّا                                          أ.د. يوسف القرضاوي  

الأمين العام                                                                  رئيس الاتحاد

 

 

 

 





التالي
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الفتنة الدائرة في قطاع غزة
السابق
الاتحاد يندد بعمليات التطهير العرقي بالصبغة الطائفية التي تقتل الناس على الهوية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع