البحث

التفاصيل

بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الفتنة الدائرة في قطاع غزة

الرابط المختصر :

 

بسم الله الرحمان الرحيم

بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الفتنة الدائرة في قطاع غزة

 

 

بين الذكرى (59) التي حلت للنكبة الكبرى في فلسطين بتشكيل حكومة صهيونية على الأرض المباركة، وبين الذكرى الأربعين للنكبة الثانية في حرب حزيران 1967 التي تم فيها احتلال القدس الشريف، والضفة،والقطاع، وسيناء، بدت في الأفق نكبة ثالثة، ولكن هذه المرة بأيادي فلسطينية متمثلة في فتنة داخلية تنذر بحرب أهلية تقضي على ما بقي من فلسطين، وتنهي كل التضحيات السابقة ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى، وملايين اللاجئين، إن هذه الفتنة بين أكبر فصيلين جهاديين مناضلين (حماس وفتح) لو دامت لأحبطت عزيمة الشعب الفلسطيني، بل الأمة الإسلامية جمعاء، وأثرت تأثيرا بالغا في المسيرة الجهادية المباركة لتحرير فلسطين بما فيها القدس الشريف أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.

إن الأمة الإسلامية كانت تنتظر في ظل هذه الذكرى الأليمة أن يجتمع شعب فلسطين بكل حركاته وأطيافه للجهاد والتضحية بكل الوسائل المتاحة لاستعادة حقوقه المسلوبة بدل أن يسقط في يوم واحد (الاربعاء17/5) عشرات القتلى والجرحى، فتراق فيه دماء المجاهدين الأبطال، في الوقت الذي استبشرت الأمة الخير باتفاقية مكة المكرمة.

إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إذ يتابع بقلق وحزن شديدين هذا الاقتتال وما نجم عنه من سقوط عدد من الضحايا الذين كان من المفروض أن يستشهدوا في معارك مع العدو المحتل صفا واحدا كالبنيان المرصوص يندد بهذه الفتنة العمياء وكل من ورائها، وبهذه الجرائم النكراء في حق فلسطين بل الأمة جمعاء، ويدعو إلى ما يأتي:

 

أولا: يؤكد على جميع بياناته السابقة حول قضيتنا الأولى وبخاصة بيانه في محرم 1428 الموافق 6 فبراير 2007 من تحريمه الاعتداء على دم المسلم وماله وعرضه وكرامته وعل حرمة إمداد أحد الفريقين بالسلاح ليقووا الفئة التي لا تتورع عن تجاوز الخط الأحمر في إراقة دماء الفلسطينيين الطاهرة.

والاتحاد يؤكد على حرمة هذا الاقتتال ويذكر بقوله تعالى << ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم>> و قول الرسول صلى الله عليه وسلم << لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وقوله صلى الله عليه وسلم << كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه>>

 

ثانيا: يؤكد الاتحاد على وجوب وقوف جميع القوى المستطيعة متراصة في وجه البغي والعدوان «فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله» [الحجرات:9]. ولا يقال في صد العدوان ومواجهة البغي إنه من القتال المحرم بين المسلمين لأن مواجهة العدوان والمعتدين ونصرة المظلومين المعتدى عليهم، واجبات شرعية لا يجوز التخلي عنها بحيث يترك المعتدي سادرًا في غيه، آمنًا من أن ينال جزاء سيئاته.

 

 

 

   لجنة القضايا والأقليات الإسلامية                                                              

 

 

ثالثا: يدعو الاتحاد، إلى تكوين لجنة مصالحة دائمة تكون شاهدة على الصلح وما سيترتب عليه من التزامات وتراقب الوضع على الميدان وتحقق في الشكاوى التي يمكن أن يرفعها أي طرف ضد الآخر لأي عملية خرق أو استئناف للعدوان حتى يتبين الجميع من هي الجهة التي في كل مرة تعيد الأوضاع إلى التوتر والاقتتال بعد أن ظن الجميع أن الأمر قد سوي، على أن يكون من ضمن هذه اللجنة أعضاء من                                  

 

الفصائل المقاومة الأخرى لما لهم من خبرة ومقدرة على مراقبة الوضع ميدانيا وتحديد في الجهات التي تخترق الاتفاق.

 

رابعا: ينتهز الاتحاد هذه الفرصة لدعوة الشرفاء في العالم أجمع للعمل على رفع الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني الذي يواجه آلة الحرب الإسرائيلية ليضاف إليها سلاح التجويع لمعاقبته على اختياره الحر.    

إن إصرار القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، على استمرار هذا الحصار على الشعب الفلسطيني، والعمل على بث الفرقة والفتنة بين صفوف الفصائل الفلسطينية بتقوية طرف على آخر من أجل بث ما اصطلح عليه لدى الساسة وصناع القرار الأمريكي "بالفوضى الخلاقة"، في فلسطين كما هو حاصل في العراق؛ هذا الأمر فإن هذا سيدفع كل شعوب المنطقة الإسلامية إلى مزيد من الإعراض عن الوسائل السلمية وتبني كل ما من شأنه أن يزيد في إذكاء نار الصراع والعداوة بين الحضارات والشعوب وبخاصة بين الغرب وأمة الإسلام التي تكتوي بنار السياسات الظالمة.

وفي الختام يدعو الاتحاد جميع المسلمين إلى مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني والدعاء لهم بالخروج من هذه الفتنة والى عدم تأثير ما يجري على نصرة هذا الشعب ومواصلة دعمه بكل الوسائل حتى يتحرر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. كما يدعو الفصائل الفلسطينية إلى توحيد صفوفها وتوجيه أسلحتها إلى العدو الصهيوني الذي لا يزل يحتل الأرض ويهتك العرض ويسرع خطاه حثيثا في تهويد القدس وإعلانها عاصمة دولته المحتلة.

يقول الله تعالى<< واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا>> آل عمران 103 صدق الله العظيم

والحمد لله رب العالمين

 

التاريخ 30ربيع الآخر 1428/17 مايو 2007

 

أ.د. محمد سليم العوا                                                           أ.د. يوسف القرضاوي  

    الأمين العام                                                                      رئيس الاتحاد

 





التالي
   اتحاد إيغوري: سنواصل نضالنا ضد انتهاكات الصين في تركستان الشرقية
السابق
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الأحداث الدامية في الصومال      

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع