البحث

التفاصيل

وفاة المفكر الإسلامي جودت سعيد.. والقره داغي يعلّق "كان وفياً لمبادئه مصراً على رفض  الظلم والاكتفاء بالتشكي"

الرابط المختصر :

وفاة المفكر الإسلامي جودت سعيد.. والقره داغي يعلّق "كان وفياً لمبادئه مصراً على رفض  الظلم والاكتفاء بالتشكي"

توفي المفكر الإسلامي ورجل الدين السوري الشيخ جودت سعيد، السبت، بتركيا، عن عمر يناهز 91 سنة، وفق ما ذكرته وسائل إعلام سورية.

المفكر والفيلسوف الإسلامي "جودت سعيد" وُلد في قرية بئر عجم، التابعة لمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا عام 1931م، ودرس العلوم الشرعية في الأزهر الشريف.

للمفكر السوري جودت سعيد العديد من المؤلفات التي تناولت مواضيع وأبحاثاً فكرية واجتماعية، أبرزها "حتى يغيروا ما في أنفسهم"، و"كن كابن آدم".

كما يعتبر "جودت سعيد" الذي يتحدث اللغتين العربية والشركسية من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين، الذين يشكلون امتداداً لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبار، أمثال الأستاذ مالك بن نبي ومحمد إقبال.

القره داغي ينعي جودت سعيد

فيما علّق الشيخ الدكتور علي القره داغي المين العالم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "المفكر  الأستاذ جودت سعيد رحل عن دنيانا فجر اليوم".

وأضاف القره داغي في منشور على صفحته "كان من أعظم تلاميذ المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمهما الله تعالى، وكان من مؤسسي المقاومة المدنية، كما كان وفياً لمبادئه مصراً على رفض  الظلم والاكتفاء بالتشكي بل لابد من تحمل المسؤولية رحمه الله تعالى وغفر له وأسكنه فسيح جناته".

##

دعوة جودت سعيد للَّاعنف

يُعرف جودت سعيد بأنه داعية اللاعنف في العالم الإسلامي أو غاندي العالم العربي. وقد عبَّر عن سعادته بهذا الوصف في مناسبات عدة، وكان أول ما كتبه في مطلع الستينيات كتابه (مذهب ابن آدم الأول، أو مشكلة العنف في العمل الإسلامي)، وهو يناقش مبدأ اللاعنف وعلاقته الجذرية بالإسلام.

لكن يمكن للبعض أن يرى أن القصد من وراء الامتناع عن استخدام العنف أو القوة هو في واقع الأمر اللجوء إلى العقل والتفكير، لذلك كانت دعوته إلى اللَّاعنف دعوة للعقل في أساسها.

يبصر جودت سعيد القرآن من خلال العالم، والعالم من خلال القرآن، وتنطلق الأفكار المفتاحية في عالمه الفكري من باب التوحيد، فهو يرى أن "التوحيد مسألة سياسة اجتماعية وليست مسألة ميتافيزيقية إلهية"، بمعنى أن توحيد الله في السماء يعني المساواة بين البشر على الأرض، فيساوي بين العبارات الثلاث في الآية القرآنية الكريمة: (ألّا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله).

إذ ينطلق من الآية القرآنية (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)، فيفهم منها أن "آيات الآفاق والأنفس، أي سنن الله في الكون، وتجارب البشر والأحداث والتاريخ البشري، كل هذه ستكون الدليل على صحة وصدق القرآن. ما يعني أن التاريخ والتجارب هي مرجع القرآن ودليل صدق ما فيه من قوانين"، وهذا ما دفع البعض لاعتباره مفكراً مادياً، يبشر بمذهب مادي.

من الأفكار المفتاحية فكرة (الزيادة في الخلق)، فالعالم بحسب فهم جودت للقرآن "لم يخلق وانتهى، أي لم يكتمل خلقه، وإنما لا يزال يخلق"، فالقرآن يقول (يزيد في الخلق ما يشاء) و(يخلق ما لا تعلمون).

اعتماداً على ذلك وضع جودت سعيد مرتبة جديدة من مراتب الوجود، وهي "الوجود السنني". أي وجود الشيء كقانون وسنة حتى قبل وجوده بالفعل.

المصدر: وكالات


: الأوسمة



التالي
وهدوا إلى الطيب من القول
السابق
أشكر المعروف ولا تنكره.

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع