البحث

التفاصيل

كيف تفاعل مسلمو أوكرانيا مع غزو روسيا لبلادهم؟

الرابط المختصر :

المفتي حمل السلاح والمجلس الإسلامي يشارك بالإغاثة وروسيا تقصف مساجدهم..

كيف تفاعل مسلمو أوكرانيا مع غزو روسيا لبلادهم؟

يعيش مسلمو أوكرانيا (6% من السكان) الذين يعانون من آثار الغزو الروسي في أوضاع مأساوية بعد قصف الاحتلال الروسي مساجدهم، لكنهم يشاركون مع بقية الشعب في قتال الروس وتقديم الإغاثة حتى وصل الأمر بمفتي أوكرانيا سعيد إسماعيلوف إلى أن يخلع عمامته وزيه الديني ويرتدي ملابس عسكرية، في أحدث صورة له نشرها على صفحته في «فيسبوك».

وظهر إسماعيلوف في الصورة وهو يتوسط مجموعة من مقاتلي قوات الدفاع الشعبية الأوكرانية في كييف؛ حيث قال: إنه انضم إليها في 24 فبراير، وهو ذات اليوم الذي شنت فيه روسيا غزوها لأوكرانيا.

منذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، سخر المفتي العام للبلاد سعيد إسماعيلوف أعماله لمساعدة الأوكرانيين في مواجهة الحرب ضد الروس، ومنها، على سبيل المثال، إطلاق حملة تبرعات لشراء خوذ وملابس عسكرية للمقاتلين المحليين.

كذلك نشر إسماعيلوف، المتحدر من عرقية التتار والمولود في مدينة دونيتسك الشرقية، صوراً ومقاطع فيديو تظهر حجم الدمار في المساجد الواقعة في إقليم دونيتسك نتيجة القصف الروسي وفي مدينة ماريوبول.

وقال إسماعيلوف، في منشور على صفحته في «فيسبوك»: إن «الوحوش الروسية تقوم الآن بتدمير مسجد السلطان سليمان وزوجته روكسولانا في ماريوبول، فيما يتواجد في قبو المسجد حوالي 80 شخصاً مع أطفالهم»، ووصف إسماعيلوف المسجد بأنه «واحد من أجمل مساجد أوكرانيا».

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، في تغريدة على «تويتر»: إن «الغزاة الروس قصفوا مسجد السلطان سليمان وزوجته روكسولانا في ماريوبول»، وأضافت أن «أكثر من 80 مدنياً بينهم أطفال كانوا يحتمون هناك، ومن بينهم مواطنون أتراك»، دون أن تُحدد متى وقع القصف.

ومؤخراً، دعا إسماعيلوف المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى دعم أوكرانيا في حربها ضد الروس، وشدد على أن موسكو «تشن حرباً عدوانية على أوكرانيا بهدف قتل الأوكرانيين وتدمير دولتنا وحريتنا».

وفي تعقيبه على تجنيد روسيا مرتزقة سوريين لقتال أوكرانيا، قال إسماعيلوف، في منشور على «فيسبوك»: «أود أن أناشد الشعب السوري: لا تفعلوا هذا، ولا تأتوا إلى أرضنا لقتلنا».

وأضاف: «أيها الشعب السوري، لا تصبحوا شركاء في الجريمة، فنحن مسلمي أوكرانيا جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوكراني، ونحن نحمي وطننا الأم، الذي هاجمته روسيا».

وتشارك المسلمات المحجبات أيضاً في القتال، ويظهرن على مواقع التواصل وهن يحملن السلاح لقتال المحتل الروسي، كما يشارك المدنيون من المسلمين في التدريب العسكري لقتال الروس وتقديم الخدمات للنازحين.

ماذا تعرف عنهم؟

 

غالبية مسلمي أوكرانيا هم من التتار المسلمين الذين خضعوا في أوكرانيا ومدن من الاتحاد السوفييتي السابق للسيطرة الروسية بعد احتلال موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014م.

ويشكل المسلمون التتار البالغ تعدادهم 300 ألف نسمة أقل من %15 من سكان القرم البالغ تعدادهم مليونين، وفقاً لإحصاءات نقلتها «رويترز» عام 2014م.

وعارضت الأغلبية الساحقة من «تتار القرم» ضم روسيا الإقليم، وصوَّت حينها المجلس الأعلى لتتار القرم لصالح السعي لإقامة «منطقة حكم ذاتي عرقي وإقليمي» للأقلية المسلمة من السكان الأصليين في شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود.

وهذه المعارضة الشديدة من «تتار القرم» لا تثير الدهشة، بالأخص عند النظر إلى ما فعلته بها السلطات الحاكمة، سواء في عهد الإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفييتي أو عقب انهياره، وفي التغيرات الجذرية التي شهدها الإقليم ولا تزال موجودة إلى اليوم.

يعتبر «تتار القرم» المجموعة العرقية الأصلية لشبه جزيرة القرم، وأسسوا مملكة عرفت باسم «خانية القرم»، منذ القرن الخامس عشر، تحديداً في عام 1441م.

وتعد الديانة المسيحية الأرثوذكسية الأكثر انتشاراً بين سكان أوكرانيا؛ حيث تنتشر بنسبة 78%، أما عدد المسلمين فهو 6% من عدد السكان، ويبلغون حوالي 393 ألف مسلم، حسب إحصائيات عام 2021م، فيما يبلغ عدد اليهود بأوكرانيا حوالي 2% من السكان.

ومن بين المسيحيين نسبة 69.27% من الأرثوذكس، وحوالي 11.23% من الكاثوليك، و3.68% من البروتستانت، و%1 من الرومان الكاثوليك.

ويقدر بعض الناشطين المسلمين أن هناك مليوني مسلم في أوكرانيا، ولكن تشير تقديرات الحكومة ومراكز الفكر المستقلة إلى أن عدد المسلمين الموجودين في أوكرانيا لا يتجاوز 500 ألف مسلم، والغالبية هم من تتار القرم، ويشكلون ثالث أكبر مجموعة عرقية في شبه جزيرة القرم، وتتار القرم لديهم مجلسٌ إداريٌّ خاصٌّ بهم ولغتهم الخاصة بهم «تتار القرم».

المصدر : المجتمع


: الأوسمة



التالي
الصين: بعد هروبها من الإجهاض القسري.. أويغورية ينتهي بها المطاف بمفارقتها الحياة في السجن
السابق
عبد الفتاح مورو يقدم الحلول.. ما السبيل لحماية الدين والهوية؟

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع