خلاصة هجرة علمية وأنفاس 40 عاما في الطلب.. كيف تحصل الرسوخ الفقهي.؟
بقلم: أ.د. فضل مراد
نص المقالة...
الرسوخ العلمي فوق مرتبة العالم
فالعالم الشرعي عرفته بقولي
عدل عرف أحكام الشريعة فعلا وتهيؤا وأجيز من المعتبرين وحافظ على ما علم
يلي هذه المرتبة
الرسوخ العلمي
وسأتكلم في هذه المقولة عن ذلك بأحرف تضيء طريق الهجرة العلمية
وهذه منتزعة من كتابي خارطة النظر الفقهي تأصيلا وتنزيلا الذي انتهيت منه تقريبا كجزء تقديمي لموسوعة معالم الاجتهاد في فقه العصر.
فأقول:
رتبة الرسوخ
أعلى المراتب العلمية، وبها يتحقق فرض الكفاية في تخريج العالم الشرعي.
وبها تتجدد الشريعة زمانا ومكانا.
ولا بد لها مع ما سبق من تمام التحصيل السلمي العلمي من توفيق الله تعالى وروح ذكية وملكة قابلة للنظر ومقارباته تأصيلا وتنزيلا.
فخرج بهذا الجامد الذي لا يتجاوز دائرته. والمتعصب الجامد المحبوس في عطنه ومربطة، فهذا لا يبلغ الرسوخ ولا يجده، وإن توهم وأوهم.
ويكون الرسوخ بدوام التفعيل العملي لها بطول الدربة والنظر والممارسة التأصيلية والتنزيلية، فكم من عدل عالم بأحكام الشرع جمع الشروط لكنه لم يمارس التفعيل العملي لها، وهذا شرط شديد وهو ركن الرسوخ الفقهي.
ولا يتم الرسوخ العلمي في الشريعة إلا بأمور ألخصها لك وهي نتاج تجربة طويلة وقراءة واطلاع على تجارب ومناهج الفقهاء والعلماء وسأذكر مركزيات الكتب التي يجب إدمانها لأن الكتب منشرة كثيرة لا حصر لها ولا يستوعبها العمر فبعد أن تكمل التحصيل السلمي المنهجي عليك بما يلي:
دوام النظر في الأمهات المركزية في الشريعة فعلى الفقيه العناية في كل فروع الشريعة بكتاب مركزي تدور عليه الفتوي ومقارنات ومقاربات الفقهاء ومناظراتهم وتحليلهم.
ففي التفسير عليه أن يدمن القرطبي، وفي الفقه المغني لابن قدامة، والمحلى لابن حزم ، ، والبدائع للكاساني، والأم للشافعي وفي فقه الحديث الاستذكار لابن عبد البر وفتح الباري ونيل الأوطار.
فهذه الأمهات المركزية في الفقه.
ومن أهم الكتب المعاصرة كتاب شيخنا زيدان عليه سحائب الرحمة المفصل في فقه المرأة والبيت المسلم الذي سمي بعد ذلك الجامع للفقه الإسلامي،ففيه حسن الصنعة والبيان والترتيب والجمع والتحليل.
فهذه كتب الفقه التي يجب على الفقيه أن يدمنها.
أما أحكام القرآن للقرطبي فقد أدمنت مطالعته مقارنا بغيره من التفسير مقارنة دقيقة ووجدت أنه كنز الفقيه والعالم والمفسر.
وإذا أضفت له بل ينبغي كتاب التحرير لا بن عاشور فقد جمعت في صدرك علما عظيما يشكل ترسانة صلبة تنطلق منها في المعرفة الفقهية التأصيلية والتنزيلية.
ولو أن عالما متمكنا فقيها محدثا أصوليا يجمع بين القرطبي وابن عاشور تحريرا وتهذيبا ليقربه للناس لأضاف للمكتبة الإسلامية مادة نوعية فإن زاد وخرج عليه ما فتح الله عليه من نوازل العصر فهو تفسير العصر.
أما كتب الفقه المذكورة فقد قال ابن عبد السلام
كما في ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب (2/ 140 ت الفقي):
«قال الحافظ الضياء: رأيت الإمام أحمد بن حنبل في النوم وألقى عليّ مسألة فى الفقه. فقلت: هذه في الخرقى. فقال: ما قصر صاحبكم الموفق في شرح الخرقى.
وقرأت بخط الحافظ الدبيثى قال: سمعت الشيخ علاء الدين المقدسى - قلت وقد أجاز لى المقدسى هذا - قال: سمعت شيخنا أبا العباس ابن تيمية - قال الذهبى:
وأظنى سمعت من شيخنا ابن تيمية - يقول: قال لى الشيخ تاج الدين عبد الرحمن ابن إبراهيم القزازى: كان الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام شيخنا يرسلنى أستعير له المحلى والمجلّي من ابن عربى، وقال: قال الشيخ عزّ الدين: ما رأيت فى كتب الاسلام فى العلم مثل المحلى والمجلى، وكتاب المغنى للشيخ موفق الدين بن قدامة فى جودتهما وتحقيق ما فيها.
ونقل عن ابن عبد السلام أيضا أنه قال: لم تطب نفسى بالفتيا حتى صار عندى نسخة المغنى»
وقال الذهبي في ترجمة ابن حزم: سير أعلام النبلاء - ط الرسالة (18/ 193):
«قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام - وكان أحد المجتهدين -:ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل (المحلى ) لابن حزم، وكتاب (المغني) للشيخ موفق الدين.
قلت: لقد صدق الشيخ عز الدين.
وثالثهما: (السنن الكبير) للبيهقي.
ورابعها : (التمهيد) لابن عبد البر.
فمن حصل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين ، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقا»
المكتبة الإسلامية (ص188):
«وقال محمد رشيد رضا ت 1354هـ: إذا يسر الله تعالى لكتاب المغني من يطبعه فأنا أموت آمنا على الفقه الإسلامي أن يموت»
فإن المغني بحر تطلع فيه على سائر مسائل الفقه المذهبية والخلافية وأدلتها ومناقشاتها.
والمحلى سلاح المناظر فإنه لا نظير له في الإلمام بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم والمذاهب
باستقراء عجيب فلا تجده يفوت نقلا ولا فتوى لهم، ثم يدرسها رواية ودراية ويناقشها بما لا نظير له .
وبعد ذكره كل قول: يبدأ في استعراض سائر ما استدلوا به ويناقشها من جهة الرواية والدليل والدلالة ومن جهة الالزام بأصولهم التي كان عليهم القول بها هنا، ومن جهة التاريخ الفقهي والسوابق هل لهم سابق في هذا أم لا.
وهو من أعظم كتب الإسلام على الإطلاق.
ويحذر الفقيه من ألفاظ ابن حزم الشديدة في العلماء فقد أخطأ في هذا والله يغفر له.
أما الاستذكار فهو على الموطأ جامع للرواية والدراية ومذاهب السلف والخلف ومناقشتها.
مستعرض لقول المدرسة المالكية عارضا لها على الدليل تقويما ونقدا أو نصرة.
وأما البدائع فهو من أخطر الكتب في تكوين الملكة التحليلية فلا نظير له.
وأقول هذا عن خبرة تامة بهذه الكتب فقد أخذت كامل المغني والبدائع على مشايخي عرضا وتحليلا واختبارا كاملا من أولها لآخرها.
وكررت المطالعات في المحلى ما لا يحصى. وكذا في الاستذكار لكن أقل من الذي قبله، وعكفت على فتح الباري ونيل الأوطار دهري.
والأم يطلعك على ميلاد العلم ومنهج الأئمة الكبار فلو قرأت الأم وتمعنت فيه رأيت المنهجية الكبيرة للأئمة المؤسسين للمذاهب.
ومن الكتب المركزية في فقه الحديث فتح الباري فلا نظير له ولو أن عالما يلخصه ويقرب فوائده ويزيد عليه نوازل العصر لكان عملا تجديديا كبيرا.
يليه نيل الأوطار في فقه أحاديث الأحكام. فمن أرادها فلا يجاوز الكتاب إلى غيره.
ومن أخف الكتب وزنا وأوزنها فقها وأعمقها وأخصرها وأفضلها في والتعليل وتكوين الملكة كتاب بداية المجتهد، فهو كنز علمي، وهو صاحبي ربع قرن سفرا وحضرا.
فهو منجم علمي فتح الله فيه على مؤلفه فتوحا عظيمة.
وطالع كتب المجددين كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب الإمام الشوكاني وصالح ابن مهدي المقبلي والجلال والصنعاني وكتاب الموزعي اليماني في آيات الأحكام فهو درة في بابه وقد طبع محققا.
وأدمن على النظر في أبحاث المجامع الفقهية والهيئات واللجان التي نتج عنها القرارات والفتاوى
فهي منجم جماعي عظيم في الفقه تأصيلا وتنزيلا.
ولا توجد موسوعة فقهية معاصرة جامعة لفقه العصر شافية كافية، وهذا ما حدا بنا لتأسيس مشروع فقه العصر.
بدأ بالمتن الفقهي المختصر المقدمة في فقه العصر، وتثنية بهذه الموسوعة الفقهية التي أسميتها معالم الاجتهاد في فقه العصر، وأسأل الله أن يتمها فهي مغنية في التأصيل والتنزيل مخرجة للفقيه الناظر مكونة للنظر الاجتهادي.
وفي كتب فقه المال والاقتصاد المعاصر أدمن وأتقن وتفنن في المعايير الشرعية وطالع أبحاثها
وقد لخصتها مع الجمع بينها وبين القرارات المجامعية في كتاب ونظمت العديد من مسائلها.
وهي خلاصة أستعملها في الدورات المصرفية.
وفي موسوعة شيخنا القرة داغي علم لمفاصل الفن وهي الحقيبة الاقتصادية الطبعة الأخيرة.
واحرص على مطالعة كتب إمام العصر فقيه الدنيا شيخنا القرضاوي فهو من مجددي هذا الدين
وكذا كتب الامام ابن باز.
وتقريرات لجان الفتوى كلجنة الاجتهاد في الاتحاد وابحاث هيئة كبار العلماء وفتاوى اللجنة الدائمة وابحاث الأزهر وكبار علمائه والنظر في فقه المجامع المختصة كالمجلس الأوربي والأمريكي والهندي.
واحرص على وقتك واستغل فتافيت الوقت في المطالعة والتحرير والتأليف، ومن باب التحفيز أقول لكم كان لي كتاب في إشارة المرور سميته كتاب الإشارة أقرأ فيه حين تكون السيارة واقفة في الإشارة.
وقد أثمر ذلك الكثير من الفوائد والعوائد.
وعليك بالتأليف والكتابة فإنها معدن التمكين العلمي والرسوخ الفقهي.
وكذلك التدريس للعلوم ونشرها تعلمك ما لا تعلم من قبل.
والقراءة والكتابة هما أداة المعرفة لذلك أمر الله بهما في أول سورة أنزلت
وأشار إلى ارتباط القراءة بصفة الكريم الإلهي (اقرأ وربك الأكرم) كأنه يشير إلى أن القراءة سبب لفيض الكرم الألهي عليك
وأشار إلى ارتباط الزيادة في التبحر على ما لم يكن يعلمه الإنسان بواسطة القلم ( الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) فهناك ارتباط بين القراءة والفيض الكريم من الله وبين الكتابة وزيادة التبحر والتوسع المعرفي فيما لم يكن ببال الشخص.
واحذر المقصب الأكاديمي هكذا أسميه أحيانا فهو يمارس التقطيع والجزارة العلمية في كثير من الأحيان.
تكتب مقالة علمية قوية متينة تأصيلا وتنزيلا، ثم تعرضها على سكين المجزرة الأكاديمية للمجلات
لتجبرك على تقطيعها ولا تحتمل التقطيع والتمزيق لمطالب ونحوها من السخافات التي جعلوها أركانا للماهية البحثية بدون نظر إلى الماهية الحقيقية في المحتوى، فضاعت العلوم بين هذه المقاصب الأكاديمية.
فإلى الله المشتكى من ضياع الأعمار والأوقات في الشكليات المعتلة والخيالات المختلة..
ومع هذا فدافعهم الأصلي الذي تاه تفعليه ضبط واحد تعليمي لمراحل الدراسات العليا، وهو مقصد حسن لولا الإغراق فيه، ويحتاج الأمر إلى إعادة نظر في هذه العادات التقليدية لتقويمها.
ومن الكتب المركزية في الأصول بعد أخذ ودراسة السلم الأصولي ، كتاب المستصفى فهو كاف ومعه الموافقات فلا تتعب نفسك في غيرها إلا للتأليف والبحث، وكتاب البرماوي شرح الألفية نافع جدا فهو خلاصة حياة تحقيقية تحريرية بنائية تفريعية على هذا العلم.
وفي النحو أدمن على ابن عقيل والمغني لا بن هشام، فهذان كتابان محوريان، أضف إليها لامية الأفعال.
وإن أردت في البلاغة كتابا فهو ألفية السيوطي وشرحها، وإلا فلا أنصح بلزوم كتاب في البلاغة فهي علم ذوقي متسع يترسخ بتنويع القراءة في كل ما كتب في ذلك.
وعلم المصطلح عليك بكتاب ابن الصلاح وشرحها للعراقي ونكتها للحافظ. فهي الكتاب الركني في الباب وغيره فروع منه وطالع علل الترمذي بشرح ابن رجب فلا نظير له في الباب وفيه فوائد تشد لها الرحال واطلع على المدلسين والمختلطين والضعفاء وقواعد الأسانيد فهي أساس العلم تطلعك على أسراره وعلله ومنهجه وقد عشت مع المكتبة المصطلحية والحديثية إلى هذه اللحظة ربع قرن تدريسا ومطالعة
وخذها من تجربة لا ينال الحديث إلا بطول الممارسة والنظر في مناهج أساطين العلم الكبار.
ولم أجد في القواعد الفقهية كتابا محوريا لأنها مؤلفة على القوانين المذهبية لكن أنصح بمطالعة معلمة زايد الجامعة للمقاصد والأصول والقواعد ففيها غنى عما سواها، وهي من نوادر الدهر.
ولنا كتاب جمعت فيه القواعد الأم الكبرى التي لها دليل من الكتاب والسنة واتفقت على إعماله العلماء واحتوى على أكثر من ستين قاعدة منها القواعد الست الكبرى وما يتعلق بها من القواعد
وهدف الكتاب هو جمع ما يستدل به الفقيه مما لا خلاف عليه وتفعيلها في واقعنا المعاصر
ففرعت على كل قاعدة ما يرتبط بها من المستجدات المعاصرة ليكون إعادة لتجديد فاعلية هذا العلم الهام وهو جاهز للطبع قريبا.
ولعل من جوامع ما ألف في عصرنا كتاب القواعد على المذاهب الأربعة لشيخنا محمد الزحيلي فهو بديع في بابه، لولا أنه اقتصر على الفروع القديمة ولم يعرج على أي نازلة معاصرة فيما اطلعت عليه، لكنه أفاد وأجاد في التتبع للقواعد من كتب الأربعة ما اتفقوا عليه وما اختلفوا.
ومن مبدعات التأليف قواعد المقاصد للريسوني وقد أفرد فيه قواعد المقاصد من كتاب المعلمة وأضاف وقسم وهو من خبراء الفن وعلمائه.
وعلم المقاصد من أهم العلوم لكن أصابته في عصرنا سيولة عادت عليه بالإخلال.
فمن كاتب خرج عن النص ودلالته تحت لافتة المقاصد، وغفل عن أصل أصيل في الباب هو أن إعمال النص متضمن لتحقيق المقصد.
فظن هذا الكاتب أن المقصد يمكن أن يخالف النص، وهذا ضلال مبين.
ومن الكتب التي لا منافس لها الموافقات للشاطبي وقد ذكرتها في كتب الأصول فهي لبنة تجديدة عظيمة في أصول الشريعة وأسرارها فأدمن عليه وعلى مطالعته وفهمه.
واقرأ كتب العز في قواعد المصالح فهو مؤسس علم المصالح فيما اشتهر من الكتب.
وطالع ما كتب في الفن ككتابات ابن عاشور والفاسي وحجة الله البالغة وغيرها.
ومن علوم الاجتماع وفلسفة التاريخ مقدمة ابن خلدون فهي تحفة التأسيس العلمي لهذا الفن.
ومن بعده مقلد له ومن سبقه لا يعدوه أبدا بشهادة المؤرخين.
فابن خلدون الحضرمي مؤسس علم فلسفة التاريخ والاجتماع أو فقه التاريخ بلا منازع
يقول روبرت فلينت صاحب كتاب تاريخ فلسفة التاريخ الذي نشره عام 1894 m بعد اكتشافه لابن خلدون ومقدمته
«من وجهة علم التاريخ أو فلسفة التاريخ، يتحلَّى الأدب العربي باسم من ألمع الأسماء، فلا العالم الكلاسيكي في القرون القديمة، ولا العالم المسيحي في القرون الوسطى، يستطيع أن يقدِّم اسمًا يضاهي في لمعانه ذلك الاسم.»
«إذا نظرنا إلى ابن خلدون (١٣٣٢م/١٤٠٦ب.م.) كمؤرخ فقط؛ وجدنا من يتفوق عليه حتى بين كُتَّاب العرب أنفسهم، وأمَّا كواضع نظريات في التاريخ فإنه منقطع النظير في كل زمان ومكان، حتى ظهور «فيكو» بعده بأكثر من ثلاث مائة عام. ليس أفلاطون ولا أرسطو ولا القديس أوغسطين بأنداد له، وأمَّا البقية فلا يستحقون حتى الذكر بجانبه.»انتهى
و لم توجد مؤلفات مهمة في فلسفة التاريخ قبل ابن خلدون وبعده سوى ثلاثة عشر كتابا حسب المؤرخ
اولا قبله ثلاثة فقط ولا مقارنة أصلا بينهم وبين ابن خلدون كما يقول صاحب تاريخ فلسفة التاريخ
(أ) الجمهورية، لأفلاطون Platon (القرن الرابع قبل الميلاد).
(ب) السياسة، لأرسطو Aristotelis (القرن الرابع قبل الميلاد).
(جـ) مدينة الله، للقديس أوغسطين St Augustin (القرن الرابع بعد الميلاد).
أما بعده ممن استفادوا منه او شابهوه في بعض ذلك. لا كله فقد فاقهم جميعا ...
(أ) الأمير (سنة ١٥٢٠)، تأليف ماكيافللي Machiavelli الإيطالي.
(ب) الجمهورية (سنة ١٥٥٧)، تأليف «جان بودن» Jean Bodin الفرنسي.
(جـ) خطب في التاريخ العام (سنة ١٦٨١)، تأليف «بوسسوئة» Bossuet الفرنسي.
(د) الحكومة المدنية (سنة ١٦٩٠)، تأليف «جون لوك» J. Lock الإنجليزي.
(هـ) العلم الجديد (سنة ١٧٢٥)، تأليف «جان باتيستا فيكو» J. B. Vico الإيطالي.
(و) روح القوانين (سنة ١٧٤٨)، تأليف «مونتسكيو» Montesquein الفرنسي.
(ز) خطب في السوربون (سنة ١٧٥٠)، تأليف «تورغو» Turgot الفرنسي..
(ﺣ) طبائع الأمم وفلسفة التاريخ (سنة ١٧٥٦)، تأليف فولتير Voltaire الفرنسي.
(ط) تاريخ المجتمع المدني (سنة ١٧٦٥)، تأليف «فركوسن» Fergusson الإنجليزي.
(ي) آراء فلسفية في تاريخ البشرية (سنة ١٧٧٢)، تأليف «هردر» Herder الألماني.
أما كتب الفلسفة فمطالعتها نزهة معرفية تحسينية لا ضرورة ولا حاجة
وليس لها خطام ولا زمام.
ولك أن تقرأها بأربعة نسقات.
النسق الأول: نسق شخصيات الفلاسفة ومقولاتهم
النسق الثاني: نسق المدارس الفلسفية
النسق الثالث: النسق الجغرافي كفلاسفة الشرق والغرب
والنسق الرابع: النسق الديني كفلاسفة الإسلام وفلاسفة الإلحاد.
ولعزت بيجوفيتش كتابا جامعا مانعا حصل به على جائزة فيصل وهو كتاب الإسلام بين الشرق والغرب فهو محوري في بابه.
تطلع فيه على المدارس والمقولات والأفكار والمنطلقات والأسس ونواقضها وتناقضها مقارنا بالمصطلح الإسلامي والمعرفة الإسلامية.
منتجات الفلسفة الخمسة الكبرى وأثرها على العالم:
ماذا قدمت الفلسفة للعالم؟!
فريقا الفلسفة
1_ من افلاطون إلى ديكارت و برجسون بعدهم اخلاقي إنساني
٢_ من طاليس إلى هوبز إلى جيرمي جينثام وتلميذه مل وسميث وماركس
مدرستهم مادية وظيفية حيوانية نفعية
وهما خطان لا يجتمعان
الخط الثاني: هو المؤثر في السياسة والاقتصاد والاجتماع والاخلاق في الغرب
حاول المعاصرون الخلط بين البعدين
ماذا انتجت المدارس الفلسفية بخطيها؟
لها محاور خمسة كبرى
١_ الأخلاق انتجت الحرية وصولا إلى دعم الم خ ا ني ث في العالم وتجريم من ينكر ذلك وتسعى الأمم المتحدة جاهدة بقوانينها إلى ت خ ن ي ث العالم ( راجع مقالنا الموسع في ذلك)
٢_ الإيمان.. أنتجت إما الجهالات أو الشك و الالحاد
٣_ الطبيعيات أنتجت أوهاما نسفها العلم التجريبي الحديث
٤_ السياسة أنتجت أقبح نظرية وهي نظرية ميكيافيلي
٥_ الاقتصاد أنتجت الاقتصاد الشيوعي القبيح والرأس مالي الربوي الانتهازي
هذا أبرز منتجات الفلسفة في مجالاتها الخمسة الكبرى.
والغزالي خبر الفلسفة وتهافتها في التهافت، وتعقبه الفيلسوف ابن رشد في تهافته.
أما الفارابي الملقب بالمعلم الثاني فقد قرأت كتبه ومن أفضلها الرسائل السياسية، أما ابن سينا مختلف فيه وابن النفيس الطب عليه أغلب هو وابن سينا، والمعري مختلف فيه.
واعتن بصحيح السيرة النبوية فإن في المؤلفات ما لا يثبت له أصل استغلته فرق في التشييع والتفريق.
وأكثر من مطالعة التراجم وسير الأعلام، فهي مدرسة الحياة التجريبية الفعلية واستفد منها في تصرفات التاريخ وتجارب الأمم والأفراد فإضافة تجربة إلى تجربتك مضاعفات لأنوار عقلك.
والكتب في الباب كثيرة فلا كتاب مركزي وكلها تحتاج لنخل وتمحيص.
ومن السير الشخصية السير للذهبي فهو فريد في بابه
ومن كتب التحليل التاريخي والحضاري كتاب قصة الحضارة فهو من أهم كتب الباب.
وللبيحاني اليمني منظومة تاريخية من أيام النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا وشرحها بنفسه في مجلدين.
وهي تحفة يمانية في الباب نافعة لمطالعة شاملة للتاريخ في مجلدين بدون تطويل ولا إملال وهي أجمع مؤلف في التاريخ الإسلامي مع الاختصار والضبط.
ولو أعيد شرحها من جهبذ مؤرخ ممحص فقيه بفلسفة التاريخ وتحليله لقدم خدمة تاريخية هامة للعالم الإسلامي.
تخصص كما تخصص الأئمة:
من ظن أنه سيتخصص في كل علم ويكون مرجعا في كل علوم الشريعة وآلتها فهو واهم
بل لا يتقن غير علم واحد يكون فيه مختصا ومشاركا في البقية...
انظر الى الأئمة الأربعة مثلا كلهم فقهاء لم يتبحروا ويختصوا في النحو كسيبويه ولا في الحديث كالبخاري والدارقطني مثلا مع مشاركتهم في ذلك عموما
فمرجعي في النحو سيبويه لا الأئمة الأربعة
وفي الحديث البخاري وابن معين وابي زرعة وهم مقدمون على الاربعة.
واحمد ومالك من اساطين الفن
ومن زعم أن شخصا تفنن بعمق تخصصي في كل علوم الشريعة فهو لا يعرف ما يقول.
فلا تضللنك مقولات التبحر في كل علم.
بل الحق أن تشارك في العلوم وتتبحر وتدقق في علم تكون فيه مرجعا.
فالفقيه يجب ضرورة أن يتبحر في الفقه ولابد أن يعرف القرآن وفقهه
ولابد أن يعرف الحديث وفقهه ورجاله والعلل بتمكن لا باختصاص.
ولابد أن يعرف النحو وعلوم اللسان بالمشاركة.
ولكن لا بد أن يتعمق كثيرا في الأصول والمقاصد والقواعد وعلل الشريعة وأسرارها لأنها أصل فنه.
يلي هذا أن يطلع اطلاعا لا اضطلاعا على العلوم الانسانية كالاجتماع والسياسة ومقولات الفلسفة
وأن يكون ذا نوع من المعرفة بعصره بما يخدم تصوره وأحكامه وتكامل شخصيته، لا بتخصص فهذا متعذر.
ومن طلب كل شيء فاته كل شيء..
فتخصص بعد تمام السلم التعليمي يا طالب علم الشريعة ولا تشتت بوصلتك وجهدك فتخيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أ.د. فضل مراد؛ المقرر العام للجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد. مؤسس ورئيس مؤسسة فقه العصر. أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر