البحث

التفاصيل

متحدثون في "القمة الأوروبية حول فلسطين" يشددون على ضرورة إنهاء "مجازر" الاحتلال في غزة

الرابط المختصر :

متحدثون في "القمة الأوروبية حول فلسطين" يشددون على ضرورة إنهاء "مجازر" الاحتلال في غزة

 

احتضنت مدينة إسطنبول مؤتمرا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث شجب المشاركون المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مطالبين بضرورة اتخاذ خطوات عملية من الدول الإسلامية بالدرجة الأولى.

ودعا المشاركون في "القمة الأوروبية حول فلسطين"، التي انعقدت في إسطنبول بمشاركة ممثلين من نحو 50 دولة، إلى إنهاء الهجمات المتواصلة لإسرائيل في قطاع غزة التي استمرت لأكثر من 60 يومًا.

وفي كلماتهم، دعوا إلى الإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار، وشددوا على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

وتميزت القمة بتنظيمها من قبل المنتدى الإسلامي الأوروبي، وديوان القضاء في فلسطين، وحزب "الرفاه من جديد" التركي، وحملت شعار "3 أديان، ودولتان وحل واحد".

وشملت المشاركة في القمة مجموعة متنوعة من الشخصيات البارزة من مختلف قطاعات المجتمع.

الدفاع عن الإبادة جريمة

رئيس المنتدى الإسلامي الأوروبي، عبد الواحد نيازوف، أعرب عن استنكاره للأحداث الحالية في غزة، مؤكدًا أن المجازر التي تشهدها المنطقة ستؤثر على العالم وستفتح صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوما استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، وقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.

ومنذ ذلك اليوم، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة خلّفت حتى اللحظة 18 ألفا و205، بينما بلغ عدد الجرحى 49 ألفا و645، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وأضاف نيازوف أن "الصهاينة كانوا يستغلون قصة الهولوكوست، ولكنهم قتلوا آلاف الأطفال (في غزة).. هدفنا (من المؤتمر) أن نوجه نداءً للقيام بخطوات ملموسة، كل الناس خرجوا للميادين والساحات ونددوا بالمذابح".

وتابع: "الدفاع عن الإبادة (الإسرائيلية) جريمة، أوروبا والغرب بهذا الشكل ينزلقان نحو الفاشية.. كل أصحاب الضمائر الحية عليهم اتخاذ مواقف جادة وملموسة".

نيازوف أردف: "أدعو رجل الأعمال (الأمريكي) إيلون ماسك لزيارة غزة (كما زار إسرائيل قبل أيام) ليرى ما تفعله إسرائيل بأهل غزة".

وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى قبل الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

مأساة إنسانية

وقال زعيم حزب العمل السابق في بريطانيا جيرمي كوربن، خلال المؤتمر، إنه "من الضروري المساهمة في وقف إطلاق النار.. قتل المدنيين في إسرائيل خاطئ، ولكن الرد الإسرائيلي كان مدمرا وقتل العديد من الناس".

وأضاف أن هذه الرد أثر على مليوني شخص يعيشون في غزة، "فكل السكان في الشمال أُجبروا على الذهاب إلى الجنوب، وتم جمعهم عند معبر رفح ومحاصرتهم هناك، ولا يستطيعون الذهاب إلى مصر (المجاورة) وهي غير مستعدة لموجة نزوح جديدة".

كوربن تابع أن هذه "مأساة إنسانية.. الناس ليس لديهم مياه وطعام وأدوية.. هذه كارثة من الدرجة الأولى، ومن الضروري المناشدة بوقف إطلاق النار، وعلى مجلس الأمن العمل على ذلك".

وزاد بأن "العالم غض الطرف عما يعيشه الفلسطينيون واستمر في تمويل إسرائيل والدفاع عنها وتقديم كل المساعدات لها.. ولا افتخر بموقف البرلمان البريطاني، فعدد قليل من أعضائه طلبوا وقف إطلاق النار والأغلبية رفضت".

ومتحدثا عن المظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية، حتى داخل الولايات المتحدة الحليف الرئيس لتل أبيب، أكد كوربن أهمية "زيادة الوعي للضغط على الحكومات، ووقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، كما يمكن دعم فلسطين بإرسال مساعدات".

وتساءل مستنكرا: "إلى متى ستستمر مأساة وتهجير الفلسطينيين؟!.. هناك قوة (إسرائيل) تريد احتلال كامل الأراضي الفلسطينية.. من الضروري الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء احتلال غزة والأراضي الفلسطينية".

كوربن ختم كلمته بالتشديد على أن "الفترة الحالية هي الأكثر ظلما على مدى التاريخ، مع الصمت على الهجمات رغم مشاهدتها على وسائل الإعلام".

إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

أما ديفيد وايز، حاخام منظمة ناتيري كارتا الدولية المناهضة للصهيونية، فقال "أشكر الرئيس (التركي) رجب طيب أردوغان والشعب التركي لسماحهم لنا بالقدوم إلى هنا والمشاركة في القمة القيمة، كما أشكر المنتدى الإسلامي الأوروبي على البرنامج (الخاص بالمؤتمر)".

ولفت إلى أن "الصهيونية بدأت قبل نحو مئة عام، بينما تعود الديانة اليهودية إلى آلاف السنين. وحسب معتقداتنا ليس لدينا الحق في الهيمنة على أي أرض معينة، وسلسلة النكبة (الفلسطينية) مستمرة حتى الآن (منذ عام 1948)".

وايز تابع: "علينا أن نرفع صوتنا من أجل العدالة والسلام. والمجتمع اليهودي يدعو الرب باستمرار من أجل الشعب الفلسطيني وانتهاء الاحتلال وإرساء السلام".

دولة فلسطين وعاصمتها القدس

وقال الأب إلياس عواد من رام الله: "كما تشاهدون على التلفزة كيف يذبح الأطفال والنساء.. فلسطين رمز السلام، ووفد فلسطين يتكون من قاضي القضاة ورجل دين مسيحي ورجل دين مسلم.. هذه رسالة محبة وسلام، كنا نعيش في فلسطين بمحبة وسلام منذ العقدة العمرية (فتح مدينة القدس)".

وأردف: "بعد النكبة (إقامة دولة إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة) تغيرت فلسطين، إذ جُرحت واحتُلت وتشرد أبناؤها وطُردوا من ديارهم وافتُتحت صفحة سوداء في فلسطين، والنكبة تتكرر اليوم في قطاع غزة.. فهل يستحق الشعب الفلسطيني هذا القتل والتشريد؟!.. طبعا لا".

عواد ختم بالدعوة إلى "الضغط على الاحتلال وإيقاف الحرب والدمار.. والسلام يأتي فقط بدولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشريف".

المحكمة الجنائية الدولية

وفي كلمات افتتاحية في المؤتمر تحدث كل من القيادي في حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم محمد أمين أكباش أوغلو، ورئيس حزب "الرفاه من جديد" فاتح أربكان، ورئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ زهير الجعيد.

وقال أكباش أوغلو، رئيس الكتلة النيابة عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، إن "تقاعس حكومات الدول الغربية باستثناء دولة أو اثنتين فيما يتعلق بالجرائم ضد الإنسانية والحرب المرتكبة في غزة لن يُنسى أبدا".

وشدد أن فلسطين تشهد مأساة إنسانية كبيرة تتعارض مع القانون الإنساني والدولي وبيانات حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية وكافة الاتفاقيات الإقليمية والعالمية المتعلقة بالحقوق والحريات الأساسية.

وطالب أكباش أوغلو بمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب الإبادة والمجازر الوحشية في غزة وفلسطين، وكافة الحكومات الداعمة لارتكاب تلك الفظائع أمام المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارهم شركاء في الجريمة ضد الإنسانية.

وذكر أن "الدفاع عن غزة وفلسطين يعني الدفاع عن الإنسانية"، مضيفا أن ذلك يعني أيضا الدفاع عن المستقبل المشترك للإنسانية والقيم الإنسانية.

وجدد وقوف تركيا إلى جانب الفلسطينيين الذين يتعرضون لوحشية كبيرة ومذبحة وإبادة جماعية في كافة المحافل.

وأضاف: "أود أن أؤكد مرة أخرى في هذا الاجتماع المهم أن السلام والهدوء في منطقتكم لن يكون ممكنا إلا من خلال التحقيق الكامل لقيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتكاملة جغرافيا، وعاصمتها القدس، على أساس حدود عام 1967 المدرجة في ميثاق الأمم المتحدة".

لا للتهجير من القطاع

وأكد البيان الختامي للقمة، أن للفلسطينيين الحق في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس وفق القانون الدولي.

وأشار إلى أن القمة ضمت مشاركين من اليهود والمسيحيين والمسلمين الذي طالبوا بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة وفلسطين.

ولفت إلى تعرض يهود أوروبا إلى مأساة مماثلة قبل قيام دولة إسرائيل، مشددا أن إسرائيل تفرض ذات المأساة اليوم على الفلسطينيين.

كما أكد ضرورة معارضة إجبار الفلسطينيين على الانتقال (التهجير) من أماكنهم.

وشدد أيضا على ضرورة انسحاب الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة، وزيادة المنظمات الإنسانية زيادة أنشطتها في الأراضي المحتلة.

وطالب البيان مقاطعة الشركات الداعمة للصهيونية بشكل صريح، وضرورة العمل دوليا من أجل مقاضاة المسؤولين الإسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية، وتعليق عضوية إسرائيل في المنظمات الدولية.

المصدر: الأناضول





التالي
غزّة بين ولاءَين

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع