البحث

التفاصيل

"صراع المشاريع"

الرابط المختصر :

"صراع المشاريع"

بقلم: د. ونيس المبروك

الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

أريد مخاطبة الشباب بشيء:

الأقطار الإسلامية (دولا وشعوبا) تقع ضمن مجال "صراع المشاريع"!

وأعني بذلك: صراع الإيمان والكفر، صراع الشذوذ والفطرة، صراع الخير والشر، صراع الحرية والاستبداد، صراع الوحي والأهواء، صراع العفة والمجون، ...

قد يُغلّف أهلُ الباطلِ مشاريعَهم بعناوينَ ومصطلحات خدّاعة، من أجل تبريرها وتمريرها، وقد تتغير الوسائل في كل عصر، ولكنّه في النهاية "صراع مشاريع" أو بلغة القرآن "سنة الدفاع والتدافع" التي وردت في قول الحق تبارك وتعالى: "ولَوْلا دِفاعُ اللَّهِ النّاسَ بَعْضَهم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ ولَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلى العالَمين"..

أود تبيين ثلاث قضايا باختصار:

الأولى: إن هذا الصراع لا تظهر وتتكشف برامجُه وخُططُه التفصيلية على مسرح الأحداث بشكل سافرٍ معلَن؛ بل تخرج كأنها كانت بإرادة مستقلة من بني جلدتنا من الحكام وصنّاع القرار، وأدواتهم من شيوخ السلطان والمثقف النذل،...! وذلك حتى لا تجد هذه المشاريعُ مقاومةً ورفضا، وكي لا تستفز أو تستنهض عزائمَ الناسِ للمعارضة والرفض.

وكثيرا ما تجد من يرفضُ فكرةَ وجود الصراع من أساسها! بحجة أن هذا من وساوس "نظرية المؤامرة"، وأنه لا توجد مخططات لإفساد الحرث والنسل إلا في خيال المصلحين!

الثانية: إن ترك المسلم لساحة التدافع مع هذه المشاريع، طلبا للسلامة وتوليه عن حمل الأمانة؛ لا يلغي وجودها إنما يلغي وجوده!

 أو بتعبير القرآن، توليك عن حمل الرسالة يؤذن باستبدالك لا باستبدال السُنن " قال الحق تبارك وتعالى " وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"

لم يقل الحق: إن تتولوا ينتهي الصراع، بل يستبدل قوما غيركم، لتستمر هذه السنن وينال شرف التدافع "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

الثالثة: إن "مناهج التقويض" تقوم على منهجية ضرب "الثوابت"

حيث يتم رصد وفرز الثوابت الكبرى التي تمثل هوية أمتنا، كالعقيدة، واللغة، وأصول الاستنباط، ومرجعية القرآن والسنة، وعدالة الصحابة، وشمولية تعاليم الإسلام للدين والدنيا، ومؤسسة الأسرة، و ......

وبعد رصد هذه الثوابت المؤسسة للهوية، يتم تنفيذ برامج الهدم والتشكيك والتحريف لهذه الثوابت بشكل شامل ومتدرج على مُكث وخُبث!

 أهل السنة والجماعة هم المستهدف الأول من متعصبي الأديان والطوائف، وعليهم - بوجه أخص - إدراك طبيعة هذا الصراع، وتوحيد الجهود وجمع الكلمة من أجل التصدي لهذه المشاريع الخبيثة، ولكن بنفس الآلية؛

وهي حصر هذه الثوابت، وترتيبها على شكل أولويات، ثم تعريف المسلمين بها على نحو علمي رصين، وتربية هذا الجيل عليها، والدفاع عنها، والتدافع بها.

 

"بداية الإصلاح وعي"





التالي
النية والعمل

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع