البحث

التفاصيل

الاتحاد يعزي في وفاة الشيخ العلامة محمد عبد اللطيف بلقايد، شيخ الزاوية البلقايدية الهبرية

الرابط المختصر :

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعزي في وفاة الشيخ العلامة محمد عبد اللطيف بلقايد، شيخ الزاوية البلقايدية الهبرية

 

قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (الفجر: 27-30).

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يتقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأحر التعازي والمواساة إلى الجزائر حكومة وشعبًا، في وفاة فضيلة الشيخ العلامة محمد عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني، شيخ الزاوية البلقايدية الهبرية وطريقتها، أحد كبار علماء الجزائر، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد 87 عامًا من العطاء في خدمة دينه ثم وطنه.

الميلاد والنسب:

وُلد الفقيد محمد عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني العلوي المحمدي، المالكي الأشعري الجنيدي الهبري البلقايدي، في مدينة تلمسان يوم 22 شعبان 1356 هـ الموافق 28 أكتوبر 1937م، ينتمي إلى آل البيت، حيث يمتد نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، ويعد من أسرة علمية عريقة.

التربية والتعليم:

نشأ في أحضان جده أحمد بلقايد الذي رأى فيه مستقبلاً علمياً روحياً، فاهتم بتربيته وتعليمه، حيث تلقى الفقيد علوم الفقه والعقيدة والسيرة على يد والده، ثم تلقى عن عمه سيدي عبد الكريم بن الحاج محمد بلقايد تعليم القرآن.

كما درس اللغة والآداب على يد مشايخ بارزين، منهم الإمام الشيخ البشير بوهجرة، اشتهر بالجد والاجتهاد، وكان من المشهود لهم بمكارم الأخلاق في مختلف مراحل حياته.

مآثره:

كان الفقيد من العلماء الذين حافظوا على مكانة الزوايا العلمية في الجزائر، واهتم بتدريس القرآن الكريم وتعاليم الدين المعتدل، أسس العديد من المعاهد التعليمية التي خرجت العديد من العلماء والمشايخ الذين نجحوا في مختلف المسابقات الدينية.

مواقفه النضالية:

كان الفقيد من المجاهدين الأوائل الذين ساهموا في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. عمل مع والده على التنسيق بين المجاهدين، وكان له دور بارز في جمع السلاح وتنظيم الاتصال بين الفدائيين، كما نجاه الله من محاولات الإعدام والتعذيب، وظل يمارس نشاطه الثوري في سيدي بلعباس حتى توقف القتال.

الزوايا وتعليمها:

عمل الفقيد على بناء مدرسة علمية في سيدي معروف بوهران، كانت نقطة انطلاق لتعليم العديد من الطلاب من مختلف البلدان، وساهم في نشر تعاليم الإسلام المعتدل في الجزائر والعالم الإسلامي.

وداعًا لعلم من أعلام الأمة

فقد فقدت الأمة الإسلامية فقيدًا عزيزًا، الرجل الفاضل الذي كان مثالًا يحتذى به في الدعوة والعلم، وعمودًا من أعمدتها الشامخة.

لقد كان الفقيد -رحمه الله- رائدًا من رواد الهداية والإصلاح، فاختار أن تكون حياته وقفًا في خدمة دين الله تعالى، مسترشدًا بنور القرآن الكريم وسنة نبيه ﷺ، أفنى عمره في الدعوة إلى الله، مجسدًا الوسطية والاعتدال، محافظًا على القيم والمبادئ الإسلامية السامية، ومدافعًا عن القضايا الكبرى للأمة.

لقد كان -رحمه الله- رجلًا ثابتًا في مواقفه، مخلصًا لوطنه ودينه، ساعيًا في نشر العلم وتربية الأجيال على القيم الإسلامية، وداعمًا لحرمة المقدسات.

في هذا المصاب الجلل، نتوجه إلى الله تعالى أن يتقبل الفقيد في جناته الواسعة، وأن يثيبه على ما قدّم من علم وعمل، وأن يرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، كما نسأل الله أن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان في هذا الوقت العصيب.

﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

 

الدوحة: 29 شعبان 1446هـــ

الموافق: 28 فبراير 2025م

 

د. علي بن محمد الصلابي                          أ. د. علي محيي الدين القره داغي

الأمين العام                                                       الرئيس


: الأوسمة


المرفقات

التالي
رمضان وعبودية الجوارح؛
السابق
لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تصدر فتوى بشأن "التهجير القسري لأهل غزة"

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع