الهند: إغلاق مدارس إسلامية
في أوتاراخند يثير غضب المسلمين وسط اتهامات بالتضييق الديني
فوجئ محمد جنيد، مدير مدرسة "نور الهدى"
الإسلامية في ولاية أوتاراخند شمالي الهند، بقرار السلطات المحلية إغلاق المدرسة مطلع
الشهر الجاري، بدعوى عدم حصولها على ترخيص رسمي. وتعد المدرسة، التي يديرها جنيد منذ
وفاة والده، مركزًا لتعليم الأطفال أساسيات الإسلام، حيث تعمل منذ 15 عامًا في الولاية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أوضح جنيد أنه
عقد اجتماعات مكثفة مع المسؤولين خلال الأيام الثلاثة الماضية لمناقشة القضية، مؤكدًا
أن مدرسته ليست مؤسسة تعليمية رسمية، بل مكتب يقدم دروسًا للأطفال المحليين بعد انتهاء
دوامهم في المدارس النظامية.
ويأتي إغلاق "نور الهدى" ضمن
حملة حكومية استهدفت 12 مدرسة إسلامية في الولاية، أغلقتها حكومة حزب بهاراتيا جاناتا
الأسبوع الماضي، بحجة عدم تسجيلها لدى مجلس المدارس الدينية أو إدارة التعليم. إلا
أن مديري هذه المدارس أكدوا أن معظم المؤسسات التي شملها القرار ليست مدارس بالمعنى
الرسمي، بل "مكاتب" تقدم دروسًا دينية موازية للتعليم المدرسي، مشيرين إلى
أن المدارس الإسلامية الرسمية فقط هي التي يُطلب منها التسجيل لدى الجهات المختصة.
كما انتقد مديرو المدارس عدم تلقيهم أي
إشعارات مسبقة قبل تنفيذ قرارات الإغلاق، إذ قال محمد إسلام، مدير المعلمين بالمدارس
الإسلامية في أوتاراخند، لقناة الجزيرة مباشر: "فجأة، أصدر قاضي المنطقة أمرًا
بإغلاق جميع المدارس الإسلامية غير المسجلة، سواء كانت مدارس رسمية أو مجرد مكاتب،
دون أي إخطار مسبق أو تبرير واضح".
من جانبه، صرّح فينود كومار، وهو مسؤول
حكومي في منطقة فيكاسناغار التابعة لمقاطعة دهرادون، بأن السلطات أغلقت تسع مدارس إسلامية
في منطقته منذ 3 مارس/آذار، تنفيذًا لقرار صادر عن قاضي المنطقة في 28 فبراير/شباط.
وقد أثارت هذه الإجراءات الحكومية موجة
غضب بين المسلمين في دهرادون، لا سيما أنها تزامنت مع حلول شهر رمضان المبارك. ونظم
عدد من المسلمين احتجاجات أمام مكاتب الحاكم وسلطة تنمية دهرادون، معتبرين أن القرارات
غير قانونية وتمييزية.
وفي مذكرة قُدمت إلى قاضي دهرادون في 4
مارس، انتقدت "جمعية علماء الهند" عمليات الإغلاق، مؤكدة أنها أثارت شعورًا
بانعدام الأمن داخل المجتمع المسلم، حيث تم تنفيذها دون إشعار مسبق أو اتباع الإجراءات
القانونية.
وأشارت الجمعية إلى أن شهر رمضان يمثل فترة
خاصة للمسلمين لممارسة الشعائر الدينية، معتبرة أن إغلاق المدارس الإسلامية في هذا
الوقت يسبب ضررًا بالغًا للمجتمع، نظرًا لدورها في التعليم وتنظيم الأنشطة الدينية.
ويرى المسلمون في الهند أن هذه القرارات
تأتي ضمن سياسات حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم، التي تستهدفهم بشكل ممنهج.
وفي هذا السياق، قال محمد إسلام:
"هذه الإجراءات تستهدف المسلمين بوضوح، فقد صرّح رئيس وزراء الولاية، بوشكار دامي،
عدة مرات بأن التركيبة السكانية تتغير بسبب تزايد عدد المسلمين. هم يسعون إلى خلق مشكلات
لدفع المسلمين إلى مغادرة الولاية".
يُذكر أنه منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا
إلى الحكم عام 2014، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تصاعدت السياسات التمييزية
ضد المسلمين في الهند، وشملت هدم المساجد، وإغلاق المدارس الإسلامية، وفرض قيود على
ممارسة الشعائر الدينية.
المصدر: الجزبرة مباشر