كل ما تحتاج معرفته عن زكاة
الفطر: مشروعيتها، أحكامها، مقدارها وموعد إخراجها
شرعت زكاة الفطر في السنة الثانية من الهجرة،
وهي السنة نفسها التي فرض الله فيها صوم رمضان.
دليل مشروعيتها
دل على مشروعية زكاة الفطر أحاديث عدة،
منها ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال "كنَّا
نخرجُ إذ كانَ فينا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكاةَ الفطرِ عن كلِّ صغيرٍ
وَكبيرٍ حرٍّ أو مملوكٍ صاعًا من طعامٍ أو صاعًا من أقطٍ أو صاعًا من شعيرٍ أو صاعًا
من تمرٍ أو صاعًا من زبيبٍ فلم نزل نخرجُهُ حتَّى قدمَ معاويةُ حاجًّا أو معتمرًا فَكلَّمَ
النَّاسَ على المنبرِ فَكانَ فيما كلَّمَ بِهِ النَّاسَ أن قالَ إنِّي أرى أنَّ مدَّينِ
من سمراءِ الشَّامِ تعدلُ صاعًا من تمرٍ فأخذَ النَّاسُ بذلِك. فقالَ أبو سعيدٍ: فأمَّا
أنا فلاَ أزالُ أخرجُهُ أبدًا ما عشت".
ومنها ما رواه عبد الله بن عمر "فرضَ
رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ رمضانَ على الحُرِّ والعبدِ، والذَّكرِ
والأُنثى، صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ. فعدلَ النَّاسُ بِهِ نِصفَ صاعٍ من بُرٍّ".
حكمتها
شرعت زكاة الفطر لحِكَمٍ عديدة منها: جبران
نقص الصوم؛ وإغناء الفقراء عن السؤال يوم العيد، فقد بيّن -صلى الله عليه وسلم- في
حديث ابن عباس "فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ
طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ، فمَنْ أَدَّاها
قبلَ الصَّلاةِ، فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ، فهيَ صدقةٌ
مِنَ الصدقةِ".
حكمها
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، ذكر أو أنثى،
صغير أو كبير، عاقل أو مجنون لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعًا
من تمر، أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين)،
متفق عليه.
شروط وجوبها
الإسلام: فلا تقبل من كافر لقوله تعالى:
(وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله
وبرسوله) (التوبة:54).
القدرة على دفعها: بأن يكون عنده يوم العيد
وليلته قدر زائد عن قوته وقوت عياله ومن تلزمه نفقتهم وحوائجهم الأصلية من طعام، وشراب،
ومسكن وملبس.
وتجب على الوالد زكاة الفطر عن ولده الصغير،
والجمهور على أنه يجب على الأب إخراجها عمن تلزمه نفقته، كالزوجة والوالدين، والراجح
من أقوال أهل العلم أن الدَّيْن ليس مانعًا من وجوب زكاة الفطر.
متى تخرج زكاة الفطر؟
تجب زكاة الفطر بغروب شمس ليلة عيد الفطر.
فمن مات قبل الغروب ولو بدقائق لم تجب عليه.
أما إن مات بعد الغروب ولو بدقائق، وجب إخراج زكاته.
كما أن من أسلم بعد الغروب فلا زكاة عليه،
والرضيع الذي ولِد بعد الغروب، لم تجب الزكاة عنه، لكن يُسن إخراجها عنه، عكس الرضيع
الذي ولد قبل الغروب، فإنه تجب فيه زكاة الفطر.
وقت إخراجها
الأفضل أن تُخْرَج صباح العيد قبل الصلاة،
لما روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (أن النبي صلى الله
عليه وسلم أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة)، ولأن المقصود
منها إغناء الفقراء في هذا اليوم عن السؤال، من أجل أن يشاركوا الموسرين في الفرح والسرور.
ويجوز تقديمها قبل يوم العيد بيوم أو يومين،
لما رواه البخاري أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يعطيها للذين يقبلونها، وكان يؤديها
قبل الفطر بيوم أو يومين، ويجوز إخراجها من أول يوم في رمضان.
ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد لغير عذر،
فإن أخرها لغير عذر لم تقبل منه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة
فهي صدقة من الصدقات)، رواه أبو دواد وغيره.
وأما إن كان التأخير لعذر، كأن يكون في
مكان ليس فيه من يدفع إليه، أو يأتي خبر العيد مفاجئًا بحيث لا يتمكن من إخراجها قبل
الصلاة، أو يكون معتمدًا على شخص في إخراجها، فينسى ذلك الشخص أن يخرجها، فله أن يخرجها
ولو بعد العيد.
جنسها وهل يجوز إخراجها مالا؟
ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد
-رحمهم الله- إلى أن زكاة الفطر إنما تخرج من الطعام الغالب عند أهل البلد، لحديث ابن
عمر -رضي الله عنهما- قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان
صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير).
وقال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعًا
من طعام، وكان طعامنا الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر)، رواه البخاري.
فالقدر الواجب صاع من أي من هذه الأصناف،
أو غيرها من الطعام.
وذهب الإمام أبو حنيفة -رحمه الله تعالى-
إلى أنه يجزئ إخراج القيمة بدلًا من الطعام، لذا أجاز بعض العلماء إخراج قيمة هذه الأصناف،
والأمر فيه سعة بحسب حاجة الفقير.
ما هو الصاع؟
الصاع النبوي يساوي 4 أمداد، والمد يساوي
ملء اليدين المعتدلتين.
وبالنسبة لتقديره بالوزن فيختلف باختلاف
نوع الطعام المكيل، ومن هنا اختلفوا في حسابه بالكيلو غرام، فمنهم من قدره بـ
2040 جرامًا من القمح، ومنهم من قدره بـ 2176 جرامًا، ومنهم من قدره بـ
2751 جرامًا.
وقدرته اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
بما يساوي 3 كيلو غرامات تقريبًا.
لمن تعطى زكاة الفطر؟
تدفع صدقة الفطر للفقراء والمحتاجين دون
سائر مصارف الزكاة الـ8، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه لله-، ولا
يجوز دفعها إلى من تجب على الإنسان نفقته، كما لا يجوز دفعها إلى غير المسلمين.
ويجوز دفع زكاة الفطر لفقير واحد، أو فقراء
عدة، والأولى دفعها إلى الأقرباء الفقراء، الذين لا تجب نفقتهم على المزكي.
كما أن الأصل أن زكاة الفطر تتبع البدن،
أي تدفع لفقراء البلد الذي يوجد فيه الشخص، إن كان فيه فقراء، فإن لم يوجد فيه مستحقون
جاز نقلها لبلد آخر يوجد فيه محتاجون.
مقدار زكاة الفطر في قطر
حددت إدارة شؤون الزكاة بوزارة الأوقاف
والشؤون الإسلامية في قطر مقدار زكاة الفطر لشهر رمضان 1445هـ، بما يعادل (15) ريالًا
قطريًا للفرد.
مقدار زكاة الفطر في مصر
حدد مفتي مصر نظير عياد قيمة زكاة الفطر
لهذا العام 1446 الهجري 2025 الميلادي بـ 35 جنيهًا كحد أدنى عن كل فرد.
(نقلاً عن: الجزيرة مباشر)