باكستان.. الجماعة
الإسلامية تدين صمت الحكام وتدعو لموقف حازم ضد العدوان الصهيوني
أدان أمير الجماعة الإسلامية في باكستان،
حافظ نعيم الرحمن، صمت الحكام المسلمين تجاه العدوان الصهيوني على غزة، معتبرًا أن
هذا الصمت يشكل دعمًا للظلم تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مظاهرة احتجاجية
نُظّمت أمام القنصلية الأمريكية في لاهور، تنديدًا بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني
بحق الفلسطينيين.
وحذّر نعيم الرحمن الحكومة الباكستانية
من أن عدم اتخاذ خطوات ملموسة لدعم فلسطين وعدم إدانة الولايات المتحدة سيؤدي إلى تصعيد
الاحتجاجات، مؤكدًا أن التظاهرات المقبلة ستصل إلى داخل السفارة الأمريكية.
كما أعرب عن أمله في أن يصدر رئيس الوزراء
الباكستاني، شهباز شريف، الذي كان في زيارة للسعودية، بيانًا مشتركًا يدين الدعم الأمريكي
للإبادة الجماعية في غزة.
وفي سياق انتقاده للموقف الرسمي، ندد أمير
الجماعة الإسلامية بصمت الحكومة والمعارضة على قضية فلسطين، معتبرًا أن الأحزاب السياسية
تتنافس على كسب ود الولايات المتحدة بدلًا من دعم القضية الفلسطينية. كما دعا الحزب
الحاكم، حزب الرابطة الإسلامية - نواز (PML-N)، وحزب الشعب الباكستاني (PPP)، وحزب حركة الإنصاف (PTI)، إلى إدانة الدور الأمريكي علنًا.
وطالب أيضًا رئيس أركان الجيش الباكستاني
باتخاذ موقف حازم لصالح فلسطين، مشددًا على ضرورة السماح بعقد اجتماع مع القادة العسكريين
في الدول الإسلامية لإرسال رسالة قوية للكيان الصهيوني، معتبرًا أن مثل هذا التحرك
سيكون كافيًا لوقف الجرائم الصهيونية.
كما دعا حافظ نعيم الرحمن إلى مقاطعة المنتجات
الإسرائيلية، وأعلن عن خطط لتنظيم مسيرات مليونية في المدن الكبرى دعمًا لفلسطين.
وقد لاقت هذه الدعوة تفاعلًا واسعًا في
باكستان، حيث خرجت احتجاجات في عدة مدن، بينها إسلام آباد وكاراتشي وبيشاور وراولبندي
وكويتا، خاصة أمام السفارات والقنصليات الأمريكية.
وفي معرض إدانته للهجمات المستمرة رغم المطالب
الدولية بوقف إطلاق النار، أشار إلى استشهاد أكثر من 600 فلسطيني، بينهم 250 طفلًا،
خلال الأيام الأخيرة، معتبرًا أن هذا يؤكد استمرار الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال
الصهيوني.
كما ندد بإغلاق معبر رفح، مشيرًا إلى أن
الولايات المتحدة تدعم الإرهاب الصهيوني من خلال تزويد الاحتلال بالأسلحة والمساعدات
العسكرية.
واعتبر أن تقاعس الحكام المسلمين عن اتخاذ
موقف حاسم يجعلهم شركاء في المسؤولية عن الدم الفلسطيني، قائلًا: "باكستان دولة
نووية، والأمة الإسلامية كلها تراقبنا، يجب على قادتنا التخلص من التبعية للولايات
المتحدة، فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إيمانية لكل مسلم".
وفي ختام كلمته، استذكر قرار باكستان الصادر
في 23 مارس 1940 بدعم فلسطين ورفض الاحتلال الصهيوني، مشيرًا إلى أن القائد الأعظم
محمد علي جناح وصف إسرائيل بأنها "طفل غير شرعي للغرب"، مؤكدًا أن باكستان
لن تعترف بها أبدًا.
المصدر: الاتحاد