القره داغي: في زمن الفوضى وسيولة القيم... الإسلام هو
الملجأ والمنجى لترسيخ الثوابت (فيديو)
في تسجيل مصوَّر، أكد الشيخ
الدكتور علي القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الكون قائم
منذ نشأته على ثوابت راسخة سنّها الله سبحانه وتعالى، وأن الرسالات السماوية كافة
جاءت لترسيخ هذه المبادئ، مشيرًا إلى أن سيدنا آدم عليه السلام تلقّى من ربه هذه
الثوابت التي سار عليها الأنبياء وبلغوها لأممهم، وأن الإسلام جاء جامعًا لهذه
الثوابت العقدية والأخلاقية والتشريعية التي تحفظ للأمة هويتها واستقلالها.
وأوضح فضيلته أن الإمام
الشاطبي أطلق على هذه المبادئ اسم "الدين المشترك"، لأنها تمثل
المشتركات بين الأديان السماوية، مشددًا على أن تمسك الأمة بهذه الثوابت هو
الضمانة الوحيدة لعدم انصهارها في بوتقة الآخرين، ولصيانة كيانها وهويتها.
عالم متسيّب
القيم وثوابت الإسلام طوق النجاة
وأعرب رئيس الاتحاد عن
أسفه العميق لانهيار منظومة القيم والثوابت في العصر الحديث، قائلاً: "لقد
دخلنا في زمن السيولة المطلقة، حيث لا مبادئ ثابتة تحكم المجتمعات، ولا قوانين
تُحترم، حتى المواثيق الدولية لم تعد ذات قيمة في ظل هيمنة الكيان الصهيوني، وتواطؤ
كبرى القوى العالمية وعلى رأسها أمريكا".
وتابع قائلاً: "نشهد
في غزة وفي غيرها انتهاكًا صارخًا لأبسط القيم الإنسانية، وحتى في المجال الأسري
والأخلاقي، بات الشذوذ جزءًا من السياسات المعتمدة في الغرب، مما يجعل من العالم
اليوم صورة مشوهة تنذر بخراب محتم إن استمر بهذا المسار".
وأكد فضيلته أن الإسلام هو
الملجأ والمنجى، إذ يتمسك بثوابت غير قابلة للنقض أو التحريف، سواء كانت عقدية أو
أخلاقية أو قانونية، داعيًا إلى ضرورة تقديم هذه الثوابت للعالم كرحمة إلهية تحفظ
الإنسانية وتعيد التوازن للقيم والعلاقات.
تدشين
الحملة العالمية للثوابت الشرعية
وانطلاقًا من هذه الرؤية،
أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن إطلاق
حملة رقمية عالمية تمتد لثلاثة
أشهر، تحت شعار: "ثوابتُنا أُسُسُ دينِنا ومعالمُ نهضتنا"،
مستلهمة مضمونها من قول الله تعالى: ﴿كِتابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثمَّ
فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: 1].
وتهدف الحملة إلى إعادة
الاعتبار لثوابت الأمة والدفاع عنها وتصحيح المفاهيم المغلوطة، من خلال مشروع علمي
واستراتيجي ومستدام، يجمع بين البحث الجاد والعمل الميداني، ويعتمد على أحدث
الوسائل الرقمية في نشر القيم الإسلامية وإحياء روح الشهود الحضاري.
(المصدر: الاتحاد)