الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعزّي في
وفاة الشيخ محمد سلطان ذوق الندوي، عضو الاتحاد وأحد أعلام العلم والأدب في شبه
القارة الهندية
قال الله تعالى: ﴿يَا
أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً
مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: 27-30].
يتقدّم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخالص
التعازي، وصادق المواساة إلى الأمة الإسلامية عامة، وإلى الشعب البنغالي الشقيق
خاصة، في وفاة العلامة الشيخ والمربي محمد سلطان ذوق الندوي، عضو الاتحاد،
وأحد أبرز رجالات العلم والفكر والأدب في شبه القارة الهندية.
توفي -رحمه الله- يوم الجمعة 3 ذي القعدة 1446هـ
الموافق 2 مايو 2025م، في مستشفى إيبار كير بمدينة شيتاغونغ، بنغلاديش،
عن عمر ناهز 90 عامًا، قضاها في خدمة العلم والتدريس والتأليف والتربية
والدعوة، مخلفًا إرثًا علميًا وأدبيًا وتربويًا عظيمًا، وجيلاً من التلاميذ
والمؤلفات، وذكرًا طيبًا لا يُنسى، وهو من الباقيات الصالحات.
مولده وتعليمه:
وُلد -رحمه الله- عام 1937م في منطقة موهش خالي بمدينة
كوكسبازار، بنغلاديش، وبدأ تعليمه في موطنه، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في فتية،
وتلقى العلم على يد كبار العلماء، أبرزهم العلامة المفتي عزيز الحق.
ثم انطلق في مسيرته العلمية بالتدريس في مؤسسات مرموقة،
منها: الجامعة الإسلامية بفتية، ودار العلوم لندوة العلماء في الهند، وقد نال
احترام الشيخ أبي الحسن الندوي الذي وصفه بأنه "ترجمان الندوة في بنغلاديش".
إبداعه اللغوي وشاعريته:
برع الشيخ في اللغات العربية، والفارسية، والأردية،
والبنغالية، وألّف وأبدع وألقى الشعر في هذه اللغات جميعًا، ومن أبرز إنجازاته
الأدبية مشاركته عام 1982 في مسابقة دولية في ليبيا بعنوان "الإسلام
والمرأة"، حيث حصل على المركز الثاني بين أكثر من 36 دولة.
مؤلفاته وإسهاماته:
خلّف الشيخ تراثًا زاخرًا من المؤلفات
التي تُدرّس في الجامعات والمعاهد، منها:
* معلم
الإنشاء (3 مجلدات)
* القراءة
للراشدين في الأدب العربي
* نخبة
الأحاديث في الحديث النبوي
* فارسي،
فهلي كتاب
* آسان
قواعد أردو
* كليات
ذوق (ديوان شعره)
سلسلة أعلام الأمة ومنها:
* حياة
الشيخ أبي الحسن الندوي
* حياة
الشيخ المقرئ محمد الطيب
* تذكرة
عزيز
* تذكرة
هارون
* تذكرة
بوالوي
* رحلتي
إلى أرض الجهاد (ذكرياته عن أفغانستان)
* كما كتب
سيرته الذاتية في مجلدين بالأردية والبنغالية.
مناصبه ونشاطه العام:
تولى الشيخ عدة مناصب علمية ودعوية، منها:
- مؤسس
ورئيس جامعة دار المعارف الإسلامية – شيتاغونغ
- رئيس
المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية
- رئيس
اتحاد المدارس القومية في شيتاغونغ
- عضو
رابطة العالم الإسلامي
- عضو
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
* وداعه ورحيله:
خلّف الشيخ آلاف التلاميذ والمحبين، وميراثًا علميًا
وأدبيًا خالدًا، نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يرفع مقامه في عليّين،
ويثيبه عن علمه وعمله خير الجزاء، ويرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين.
كما نسأله أن يلهم أهله، وذويه، وتلامذته جميل الصبر وحسن العزاء.
﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ﴾
الدوحة: ٥ ذي القعدة ١٤٤٦هـ
الموافق: 03 مايو 2025م
د. علي بن محمد الصلابي أ. د. علي محيي
الدين القره داغي
الأمين العام الرئيس