واستأنف صاحبي قائلاً: وعن الأخطاء التي يقع فيها محررو الصحف قال حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية:
أرى كل يوم بالجرائد مزلقا
من القبر يدنيني بغير أناة
ومن الصعوبات التي حرمت لغتنا العربية من أبنائها النابغين الذين قد يسهمون في تطوير وسائل تعليمها وطرق تدريبها، اتجاه هؤلاء الأبناء أنفسهم إلى تعلم العلوم التجريبية، بهدف تحقيق الأهداف المادية وإهمال تعليم اللغة العربية النظرية.
- الزحف الحضاري الغربي، فالتيارات الغربية التي تجتاح لغتنا في عقر دارها، تفسد أذواق أبنائنا، وبشيء من التفكير يستطيع المرء أن يحصى كثيراً من الكلمات الأجنبية المنتشرة في حياتنا اليومية، فنحن نقول "الراديو"، و"التليفزيون"، و"التليفون"، ونقول "البنطلون"، و"الديمقراطية".
كلمات عديدة – ليست عربية – تستعمل في حياتنا اليومية، وهذا مما جعل الشاعر يقول:
كم زاحمتني ألسن عجمية
وعدت على رطانة الهجناء
وبهذا الصدد أيضا قال شاعر النيل:
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى
لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة
مشكلة الألوان مختلفات
علاج ومقترحات بعد هذا العرض الموجز لقدرات اللغة العربية الفصحى، والمعوقات التي تعوق تعليمها ينبغي لنا أن نبين بعض المقترحات المفيدة، التي تسهم في رفع مستوى اللغة العربية:
1 – إعادة النظر في بناء مجتمعاتنا فكريا وحضاريا، وإعادة الثقة لأفراده بلغتهم ومبادئهم، ومثلهم ومنحهم الصفة المميزة لهم.
2 – إعداد معلم اللغة العربية إعداداً سليماً وتربويا والارتقاء بكليات التربية وتمديد فترة الدراسة بها إلى خمس سنوات بدلاً من أربع.
3 – إعداد البرامج الإذاعية والمرئية المناسبة لتدريس اللغة العربية وتصحيح الأخطاء الشائعة على ألسنة العامة والدارسين.
4 – السعي على المدى الطويل إلى إحلال الفصحى مكان العامية في لغة التخاطب اليومي.
5 – استخدام النظريات المتطورة في تدريس اللغات ومدى ملاءمتها للعربية.
6 – التأكيد والإسراع والاستمرار في عمليات التعريب وتهذيب المجتمعات العربية من الكلمات الأجنبية الشائعة.
وبالله التوفيق.