بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،،
في إطار استشعار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالحالة التي يحياها المسلمون ورغبته في إسهامه في نهضة المسلمين حول العالم في النواحي الفكرية والتربوية والعلمية والتعليمية، وسعيا منه لعمل مقاربة في التزكية بين ما ورد في تراثنا العظيم حولها وبين ما يمكن تمثُّلُه من هذا التراث في واقعنا اليوم بتعقيداته وتشابكاته؛ حيث إن كثيرا مما ورد في تراثنا يحتاج إلى تنقية وتقريب وواقعية بما أن المستوى الذي يتغياه من كتبوا في التزكية قديما غير متاح الوصول إليه الآن إلا عند ندرة الندرة، وهو ما فيه مشقة على المسلمين اليوم في ضوء واقعهم، وهذا لا يعني التفلت من مدارج السالكين وإنما يعني تيسيرها لهم وتقريبها إليهم بما يضع أقدامهم على الطريق ولا يجدون معه استحالة ولا مشقة شديدة في السعي قدما نحو التعرف إلى الله تعالى والقرب منه.
وحرصا من الاتحاد على التعرف إلى أحوال التعليم عند المسلمين ورصد مشكلاته وبيان سبل معالجته وترقيته؛ حيث يؤمن الاتحاد بأن التعليم الشرعي بمختلف أشكاله ومستوياته هو المصنع الأول والأكبر، الذي يُنتج ويخرج العلماء والخطباء والمفتين والدعاة والمفكرين الإسلاميين.
وهؤلاء - على مر العصور - هم أكثر من يشكل العقليات السائدة والسلوك السائد لدى عامة المسلمين، ولدى المتدينين منهم خاصة، بما في ذلك من إيجابيات وسلبيات. فانطلاقا من أجل صناعة مقاربة في التزكية، واهتمام خاص بالتعليم الشرعي قرر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنشاء هذه لجنة للتزكية والتعليم الشرعي؛ لكي تعمل على تقديم منظومة متكاملة لتزكية النفس بين عالم المثال في تراثنا وعالم الواقع في حياتنا، وتعمل كذلك على العناية بالتعليم الإسلامي عبر العالم، بمختلف أشكاله ومستوياته، سعيا إلى ترقيته وتطويره وتقوية إيجابياته، وأيضا معالجة آفاته ونقائصه، مع ربطه بالتزكية والالتزام الخلقي، كما هو الأصل فيه.